هاهم عماد المستقبل، الأطواد الشامخة، العنفوان المتجدد، براعم الأمل، شعاع الفجر، النجوم المتألقة، إشراقة شموس المجد، إليكم فلذات أكبادنا ونور عيوننا وفجرنا المشرق وأقمارنا المضيئة، إليكم أيها البؤساء إليكم أطفال عروبتنا، إليكم أيها البؤساء يا من تآمرت عليكم وتاجرت ببراءتكم كل الحكومات والقوى الحزبية والجمعيات الخيرية وتسولت واستنزفت كل منابع الخير باسمكم، أيها المشردون على أرصفة الجوع والحرمان يا من تفترشون التراب وتلتحفون السماء.. يا من تنخر عظامكم حرارة الشموس وصقيع الشتاء. أيها الجرح النازف الذي لا يندمل، إليكم أيها المحرومون من أبسط حقوق الإنسان. إلى كل أطفال اليمن البؤساء الذين سلبتهم مراكز القوى وعصابات المتنفذين كل أنواع الرعاية، اليوم أنتم محرومون من فرص التعليم والصحة ووسائل المواصلات والحدائق العامة والمتنفسات والنوادي الرياضية والثقافية والتأمين وكل أنواع الحياة الحرة والسعيدة، إن غياب الحكومة الوطنية وسيطرة القادة العسكريين والمشائخ والمتنفذين والرأسمالية المستغلة هم جميعاً شركاء في التدهور المعيشى والسيطرة على الأملاك العامة والخاصة مما جعل الهوة تزداد كل يوم عن الآخر بين أقلية متخمة بالغنى الفاحش نهبت كل ثروات الوطن وبسطت على كل الأملاك العامة والخاصة والحدائق العامة والمدارس والمشافي وغيرها، وأغلبية مسحوقة مستعبدة سحقتها القوى المتنفذة من ديدان الفساد التي لا تعيش الأعلى امتصاص الفقراء وهم الغالبية العظمى من الشعب، كما أن القوى الحزبية وخاصة الدينية تاجرت بالبؤساء وتسولت باسمهم عن طريق الجمعيات الخيرية وأثرت قيادات تلك الأحزاب وأصبحت قوى رأسمالية احتكارية من وراء تلك الجمعيات، كما أن الشباب الثائر الذي تمرد على سياسة الجوع والحرمان سطت على ثورتهم قيادات اللقاء المشترك والمشائخ والقيادات العسكرية التي عاثت في الأرض الفساد، والوزراء والنواب الذين لم ينجزوا شيئاً خلال توليهم الحقائب الوزارية، كما مرر النواب كل القرارات الجائرة التي حولت الملكية العامة إلى ملكية خاصة . لقد عاثت تلك القوى في الأرض الفساد وشعرت بالخوف من ثورة الشباب السلمية واحتمت بها تحت مبرر حمايتهم، فبقدرة قادر تحول أولئك الفاسدون إلى ثوار يفوقون الثائر العالمي الزاهد تشى جيفارا مع أنهم مجموعة من المتسولين أمام أبوب السفارات ومرتبطون بأجهزة الاستخبارات العالمية والرجعية، فما الذي قدمته حكومة حائط المبكى وال40 حرامي. إن تلك العصابة التي نهبت اليمن خلال ثلاثة عقود تحولت إلى قيادة ثورية تمطر على الشعب ذهباً وفضة؟! إلا من نفسها وتعلن أمام الملأ استقالتها لعجزها عن تأمين ابسط المتطلبات لأولئك المتسولين والفقراء الذين يبحثون عن لقمة العيش في براميل القمامة، لقد سلبت هذه الحكومة المواطن كرامته وامتهنته، فرئيسها يذرف لنا دموع التماسيح ويسير بحسب توجيهات حريري اليمن الذي لا يعرف فك الخط واستغل عامل القرابة وغطاء الرئيس السابق ليحصد ثروة بمليارات الدولارات، كلها من المال العام والتهرب الضريبي حقيقة أن هذه الحكومة لم تعر الطفولة أدنى اهتمام، فمئات الآلاف من الأطفال محرومون من أبسط الحقوق الإنسانية، حيث تجد طوابير لها أول وليس لها آخر من المتسولين والمعاقين والأيتام والفقراء والمشردين، فأين هي هذه القوى الثورية العملاقة؟! لماذا لا تخفف من وطأة الفقر والجوع والحرمان؟! فلكم الله يأطفال اليمن البؤساء اعتمدوا على أنفسكم لأن حكومة حائط المبكى والقوى الثورية التي تقف وراءها غير آبهة بكم وانتبهوا من دموع التماسيح حتى لا تغرقكم. * صحيفة المنتصف