جعلوا الكهرباء مرادفاً للقهر باء.. والكمد باء .. والقهد باء.. وصيروها أداة لترويض الكبرياء.. وسوطاً لجلد الإباء.. لطالما تأكد لي أن مشكلة الكهرباء في بلادنا ليست أزمة عجز طاقة، ولم تكن أبداً معضلة عوز إمكانات بناء وإنشاء محطات.. ولا هي بالطبع نتاج اعتداءات مخربين أو تسلط متنفذين.. بل تعدتها بكثير إلى تفويض الإدارة مهمة ترويض الإرادة.. إلى إخماد كل حماس قد يتقد فيك، وكل عزم قد ينعقد داخلك.. إلى اهماد كل همة، أو نية، أو رغبة، أو حتى مقدرة لديك.. إلى التحكم التام في حريتك، استقلاليتك، إرادتك، وإنجازاتك.. إلى تأصيل الشعور بالعجز والاستلاب والتبعية والرضوخ لديك إلى تجذير الاستكانة والتبلد والبلادة في أوساط الشعب حد العدامة، وتعميم الاستسلام والخنوع لسيد واحد، وسادي وحيد!! فعلوا ذلك ولا يزالون يفعلونه مع سبق الإصرار والترصد، حين يقررون بالنيابة عنا: متى نرى، متى نسمع، متى نقرأ، متى نفكر، متى نعمل، ومتى نهجع، ومتى ننام!! وأظنهم نجحوا في ذلك كله، بأن استطاعوا جعلنا هكذا، خانعين بلا حول أو قوة، لقهر متجدد، جعلوه في حكم الوباء، اسمه وسوطه العريض : الكهرباء!! - Ibrahem Y. Alhakeem, facebook