حتى الساعة الثانية من فجر اليوم، كان موزّع صحيفة "الشارع" في مدينة تعز، زكريا الياسري، وصديقه سامي حمود سيف، في مقر الاستخبارات العسكرية، الواقع خلف السجن المركزي، على الطريق المؤدي إلى "الضَّبَاب". مصادر متطابقة، قالت إن الاستخبارات العسكرية قامت، بشكل غير قانوني، بمواصلة احتجاز "زكريا" و"سامي"، وحقَّقَت معهما، موجهة لهما تُهَما ليس لها أساس، أهمها: "توزيع منشورات، وصحيفة غير مرخَّصة تُحَرِّض على الجيش"!
وذكرت المصادر أن جنوداً يتبعون اللواء 145 مشاه وصلوا، في وقت متأخر من مساء أمس، إلى مقر الاستخبارات العسكرية محاولين أخذ "زكريا" و"سامي"، إلا أن رئيس الاستخبارات رفض ذلك.
طبعاً، المعروف إن جنود اللواء 145 متشددون في الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، ويُنَفِّذون توجيهات "سالم"، القيادي في جماعة "الإخوان"، وحزب الإصلاح.
نعرف جميعاً أن "سالم"، متورط بقضايا كثيرة، وكان أحد الذين تَوَلُّوا، سابقاً، توجيه تنظيم القاعدة في أبين وعدن ولحج.. ولهذا فإننا نُحَمِّله، وحزب الإصلاح، مسؤولية ما قد يتعرض له موزِّع صحيفة "الشارع" في تعز، وصديقه سامي حمود سيف صالح.
وصباح اليوم، تم نقل "زكريا" و"سامي" إلى "مدرسة بلقيس"، وسط مدينة تعز، وتقع هذه المدرسة تحت سيطرة قيادة المحور العسكري في تعز. والتقى والد "زكريا" بالعميد عبده البحيري، الذي أكد احتجاز "زكريا" و"سامي" عند الاستخبارات العسكرية.
آخر المعلومات تقول إن قوات الجيش في تعز تريد تحويل "زكريا" و"سامي" إلى النيابة العسكرية؛ رغم أن القضية مدنية ولا علاقة لها بالجيش.
هذه بلطجة سافرة لا تؤكد إلا أن "قادة الجيش" في تعز مجرد زعماء عصابات.
ولأن هؤلاء "القادة" ينتمون ويدينون بالولاء لحزب الإصلاح، ولأن هذا يُوَفِّر لهم الحماية السياسية والعسكرية، فإننا نُحَمِّله، وإياهم، مسؤولية استمرار اختطاف "زكريا" و"سامي"، ومسؤولية حياتهما.