ملّت عميق محيطها فتصاعدت نحو السماء نشوى تُحلّق في الفضاء .. أملاً تُرفرفُ لا جناح لها تطيرُ مع الهواء .. الدربُ مجهولٌ تُعبده بقلبٍ من رجاء .. قلبُ السحاب غدت مع اخواتها إذ لفها برد الشتاء .. صارت مقيدةً تُساقُ صباحها وكذا المساء .. بيضاءُ ما علمت بان محيطها يحتلُه جيشُ الدعاء . سقطت على أرضٍ يبابٍ هزها شوقُ اللقاء . مرّت على حباتِ تربتها تُسلم .. ضمها جذرٌ تعطش لارتواء . ثم ارتقت طرباً على اغصانه جذلى تُراقص كل اركان الوعاء . وضِعت بقلبِ ثماره رضيت بتاجِ الكبرياء . قُطفت ونالت من ضروبِ الهم الوان الشقاء . حُملت الى بيتٍ فظنت أنها ستنال أسباب الهناء . اُكلت فخالت أنها ستصير بعضاً من دماء . لكنها سيقت الى جفنٍ تكدّر بابتلاء . مُقلٌ كأن الكُحل في اطرافها ثوب العزاء . سقطت على خدٍ من العناب في وجهٍ تفتّق من ضياء . شفافةٌ عادت كما بدأت بقلب محيطها ملحٌ بماء .. * شاعرة ومدونة, من ليبيا