اكثر من ست عمليات اغتيال شهدتها العاصمة صنعاء في اقل من 48ساعة سقط فيها اربعة ضباط كبار في الجيش والأمن بعد تنفيذ الطائرات الأمريكية غارات متوالية خلال يومين على اهداف مفترضة للقاعدة في كل من البيضاء وأبين وشبوة قتل فيها العشرات من العناصر المفترضة للقاعدة بحسب مصادر امنية. السرعة في الرد من قبل الجماعة الارهابية وفي قلب العاصمة ليس بالأمر الهين أو السهل بل انه مؤشر كبير على قدرة القاعدة الافتراضية على تفريخ خلايا تابعة لها في العاصمة صنعاء تمتاز عناصر هذه الخلايا بالمعرفة الأمنية ولديها من المعلومات والبيانات والخرائط بالأهداف من الشخصيات الأمنية والعسكرية ما يمكنها من تنفيذ عملياتها في أقرب وقت وفي اي منطقة من العاصمة صنعاء أو غيرها من المدن بكل سهولة. ولن يكون سهلا على هذه الخلايا الحصول على معلومات وبيانات الأهداف التي تضعها على خارطتها من دون قدرتها على اختراق الأجهزة الأمنية من خلال زرع واستقطاب وتجنيد عناصر متعاونة معها تمكنها من الحصول على البيانات والمعلومات والخرائط التي تحتاجها بالاضافة الى الاستفادة من تلك العناصر التي تم زراعتها وتجنيدها في الأجهزة الأمنية في عمليات التهيئة والمتابعة والتنسيق مع (خلايا) التنفيذ حول الأهداف المطلوبة مع تقديم الخدمات اللوجستية للتغطية والتمويه على تحرك تلك العناصر بحيث تتمكن العناصر المنفذة من القيام بعملياتها في ظل أجواء وترتيبات مسبقة تسهل عليها القدرة على التنفيذ والفرار . ومن خلال تتبع الكثير من اعمال الاغتيالات في العاصمة صنعاء وغيرها من المدن يجد المتابع ان تلك العمليات تتم في أجواء مهيئة تمكن العناصر الارهابية من تنفيذ عملياتها بكل دقة وبدون اي عراقيل أو مشاكل تعترضهم قبل التنفيذ واثناء التنفيذ وبعد التنفيذ حيث تتمكن في كل مرة من تنفيذ عملياتها بدقة ودون أي أخطاء مع قدرتها على مغادرة منطقة الجريمة بكل يسر وسهولة لم يحدث ان وقعت في مشاكل أو متاعب أمنية. وهذا التطور الخطير في قدرة الجماعات الارهابية على تنفيذ عملياتها بهذه السهولة خلال السنوات الأخيرة يدل على ان الجماعات الارهابية استفادت من الفوضى التي شهدتها اليمن خلال العام2011م ومابعدها بحيث تمكنت من اختراق الأجهزة الأمنية عبر تجنيد المئات من المتعاطفين معها والمتحمسين لأفكارها في صفوف الأجهزة الأمنية بالاضافة الى قدرتها على ايصال العديد من الضباط القريبين منها الى مناصب قيادية عليا في الأجهزة الأمنية مكنوها من الحصول على المعلومات والبيانات التي تخص الضباط والشخصيات الهامة والأدوار والمهام التي يقومون بها والتي كانت من قبل توصف بالمعلومات السرية والغير قابلة للتداول في مستويات دنيا في تلك الأجهزة. وفي ظل هذه الحالة من الاختراق الواضح للأجهزة الأمنية والتي تمكنت خلالها الجماعات الارهابية من تنفيذ عملياتها بهذا المستوى من الدقة والسرعة يجعل لزاما على رئاسة الدولة وقيادات الأجهزة الأمنية سرعة البحث والتحري وجمع المعلومات والبيانات حول مصادر تسريب معلومات الأجهزة الأمنية والعناصر المتورطة في التعاون مع الجماعات الارهابية واتخاذ القرارات التي توقف تلك الاختراقات وتحد من قدرة العناصر الارهابية على الحصول على المعلومات والبيانات التي تنفذ من خلالها عملياتها تلك بالاضافة الى ضرورة اعادة النظر في الكثير من التعيينات في المناصب الأمنية عقب العام2011م مالم فأن الأجهزة الأمنية ستنهار وتقع بالكامل في يد العناصر الارهابية ويصبح من الصعب السيطرة عليها .