إذا كنا نعتبر الحكيم علي بن زايد رمزاً لعصره، فإننا – بلا شك- نراه رمزاً لكل الحقب التالية بما فيها زماننا الذي نعيشه. حيث أن أحكامه ما كانت مختصة بحالة آنية، أو مرحلية. كما أنها لم تكن عقيمة وعاجزة عن التطور إلى مفهوم استيعابي جديد يناسب ظرف ما يليها. واعتقد أن هذه الصفة هي من أكسبها ذلك القدر الكبير من الأهمية التي شدت أبصارنا إليها. فمثلاً يذهب الحكيم علي بن زايد إلى الحديث في الخصال الإنسانية الحميدة للفرد وطبيعة ارتباطها بالمظهر الخارجي، فيقول:- . من اتزر قال قده جيد الجيد من صان نفسه من الحجج والمناقيد قتلت خالي بعمي خوف العير والمناقيد العار يا اولى المقاتيل العار على من وراهم الجدر دما غباره بينما يذهب في نص آخر إلى الحديث عن صحبة الرجال، وما تمليه تلك العلاقة من فروض وواجبات بين الأصدقاء المخلصين. فيقول في ذلك:- . إن صاحبي مثل روحي وإلا فلا كان صاحب والصاحب الجيد وسيلة لحين تبدي البوادي وحين ما تحتضي له يشرفك في المحاضر وفي السنين المحيلة أننا إذا تمعنا بالمثالين السابقين سيكون بوسعنا إدراك شمولية أحكام علي بن زايد، وقدرتها على الديمومة، والتعايش في مختلف حقب الحياة البشرية. وبطبيعة الحال فإن هذا عائد إلى ارتكازها على قيم الفضيلة التي يسنها المجتمع لمعاملاته اليومية كما القانون الثابت، وبات أي خروج عنها كما لو كان تمرد وعصيان، وانتهاك لحرمة القانون. وانطلاقا من تلك الأعراف التي فرضتها التجارب المتعاقبة على امتداد التاريخ البشري،صار الحكيم علي بن زايد يقدمها لأبناء قومه في صيغ أدبية مما كان يغري على التداول والحفظ. وربما كان ابن زايد يقترب كثيراً في العديد من أحكامه من دعاة الإصلاح الاجتماعي، أو الحكماء الواعظين الذين يجوبون البقاع لتوعية الناس ونشر الفضيلة بين صفوفهم. ولهذا كان يقول: . يا ولدي يا محمد يا ألذ من قال يا به أمسيت باربع قضايا ما يدري العي ماهي الأوله يا جماعة مالي من الدهر ساهي مالي سوى عفو إلاهي والثانية لو درينا قدمت مالي تجاهي والثالثة ملك الموت يجي والإنسان لاهي والرابعة يا جماعة البخل شر الدواهي إن ذلك اللون من الإبداع والاستنتاج الموفق للنصائح الأربع كانت ترتقي بصورة الحكيم علي بن زايد إلى ماهو أبعد من الحكمة – ربما- إلى دور يدخل في سياق المهام التي كان يتولاها الرمل والمصوبة نحو المخرجات التي تسمو بالكرامة الإنسانية وتعتلي بها موضع عزيز. ولعل ما يؤكد هذه الحقيقة هو ما قاله علي بن زايد في واحد من أروع نصوصه وأغزرها دروسا وتجارب إذ قال: . إحذر من الدين يضرك أيضاً ولو كان الغريم سلطان ولو معك مخزان وسط قصرك إذ لدعوى دين ثورت إيمان ولا تلقف للجميل صرك إلا إذا فيك القضا والإحسان كما تحمل بالضيع وقرك يجي القضا وأنك تبيت سهران وصن قصور الناس ميد برك لا تملك الزجده وتقضي احضان وصن قصور الناس قيد قصرك من صان قصور الناس قصره اصتان وإذا تزوجت أوهن أيش صهرك ولا تغرك ساجيات الأعيان الحرمه الجنس الضعيف تترك أيضاً ولو هي مثل بدر شعبان فقلت يا قلب أن يطول هجرك الله له في كل ساعة شان.