سرت بالأمس شائعات روجتها مصادر مختلفة،استشرت بين أوساط العامة، وبدأت تلوكها ألسن القاصي والداني، بأن الكهرباء في مدينة المكلا ستستقر، وانطفاؤها سيتلاشى تدريجيا، وستصبح عما قريب جزءاً من الماضي الذي سنتذكره ولن نترحم عليه أبداً وبالفعل صمدت الكهرباء في جميع أحياء ومناطق المدينة الرئيسية، قبل وأثناء الحفل الفني الاستعراضي أعراس بادية حضرموت، حتى تمادى البعض في تفاؤله واندمج في حلم اليوم الذي (ننافس) فيه اليابان في عدد السنوات التي تظل على امتدادها الكهرباء مشتعلة، و(الثانية) التي نحتفل فيها بانقطاعها بعد أمد طويل. إيحاء وتضليل لكني كنت من أولئك القلة الذي تتلمذوا في مدرسة التشاؤم على أيدي (الخبرة والمتنطعين)، وظلت لسعات الريبة والشك تنتابني، وأنا أدقق النظر على امتداد الخطوط الطويلة التي فصلت عن أعمدتها الإنارة، التي كانت تتلألأ وتتراقص على سماء منصة ساحة العروض، في مشهد أريد من خلاله الإيحاء لرئيس الجمهورية علي عبدالله صالح، أن توجيهاته بإعادة صيانة محطة الريان، ووضع حد لمعاناة الناس المتفاقمة من جراء انقطاع الكهرباء، قد نفذت بالكامل، وأن كل من يتحدث عن أزمة في الطاقة في حضرموت هو شخص يمكن تصنيفه بالانفصالي والحراكي والحوثي والقاعدي والعدو للوحدة وللنظام. خدمة الكهرباء بالدفع المسبق وقد كان بالإمكان أن نسلم بهذه (الفرضية) ولو مؤقتا، قبل أن تنهار وتتهاوى كخيوط بيت العنكبوت، بعد دقائق قليلة من انتهاء حفل تدشين مهرجان البلدة السياحي، حيث عادت (هستيريا) الكهرباء تضرب وبقوة كل بيت وكل تجمع سكني وكل حارة، أكثر من مرة خلال الساعات المتبقية من الليل، ولفترات تراوحت ما بين 2-3 ساعات تقريبا، أيقظتنا من سباتنا، وأعادت للأذهان صور امتهان بقايا كرامتنا من مؤسسة الكهرباء، التي أرتنا النجوم في عز الظهر، وأسالت العرق الحارق من أجسادنا نهاية الشهر الماضي بفواتيرها المثخنة بعشرات الألوف، والمصحوبة بزيادة 50%، لماذا؟ لا أدري!، أتعويض لها عن عدم سداد المتنفذين وربطهم العشوائي وإهدار الطاقة عنوة وعلى عينك با كهرباء وسدد يا مواطن محب للنظام والقانون، ولتوغل في استفزازنا بمزايا خدماتها التي نسمع عنها في وسائل الأعلام و كان آخرها الاشتراك بنظام الدفع المسبق، -ودلوني عالخدمة علشان ندفع لكم مسبق-، أو الامتيازات التي تقدمها للقاطنين في منطقة الريان ممن يصعب مسألتهم، ومحال محاسبتهم، وكهربتهم ببلاش، وتدفع من دمي ودمك. توسل واستجداء أحيانا كنت أضطر للانزواء بنفسي جانباً، والاعتكاف لمحاولة البحث عن مخرج منطقي لأزمة الكهرباء التي نعيشها، فكرت في شراء ماطور، وفعلت، لكني لم أعد احتمل تكاليف تشغيله، عزمت الهروب لبلد (واق الواق)، لكني وجدت أنني سأتورط في فتح بند للنفقات الإضافية،والاحتكاك بوحوش أدمية!، بقيت أبتهل للمولى عز وجل في كل ركعة وسجده أن يتحلى أعضاء المجلس المحلي بشجاعة نظرائهم في مديرية صيرة بعدن، الذين علقوا أعمال المجلس وطالبوا المواطنين في دائرتهم بالامتناع عن دفع فواتير الكهرباء حتى يتم إلغاء الزيادة، لكن من نحسبهم منا فينا، أكدوا أنهم ضدنا وعلينا، عندما ناشدوا الحكومة بلغة ناعمة ولهجة رقيقة مفعمة بإشارات التوسل والاستجداء، ورحماك يا مؤسسة لا تفضحينا مع ناخبينا، بإعادة النظر في الزيادة، وليس إلغائها!، بمعنى إقرارها ب49،48،45%، المهم عدم تثبيتها على 50%. ألعاب بلاستيشن ولأنهم يستغفلونا ويعتبرونا أضحوكة ويستخدمونا كلعبة تسلية في جهاز الاتاري والبلاستيشن الخاص بأطفالهم( أولاد الذوات)، نفذوا هذه المسرحية الهزلية، التي كنا نحن جمهورها وضحاياها، في الوقت الذي كانت فيه المؤسسة قد فرغت من توزيع فواتير الكهرباء على مستهلكيها، لفرض الأمر الواقع، ولإجبار الجميع على الدفع دون تأخير، باستثناء اللي بالي بالك، وأخوانا أصحاب الزي الكاكي والأخضر، ويا رئيس الكهرباء سابره وعلينا أن نبطل هدار!.