مايحصل في غزة من تدمير وحرق لكل ماهو قائم أو يدل على بقايا حياة فيه لشئ يفوق كل المقاييس البشرية المادية ويعجز اللسان عن وصفه نظرا لبشاعة الجرم وجبروت الآلة الحربية الاسرائيلية , فضلا عن حقد اليهود الأسود . إن أشلاء الجثث المتناثرة وآنات الجرحى والمصابين وصداها لن تمر هكذا دون أن يدونها التاريخ بقعة سوداء في جبين البشرية والعالم الذي يدعي التحضر والانسانية ويدعي الحرية والمساواة. وفي المقابل سيذكرها التاريخ بكل التقدير والاحترام وسيدق لها التحية وسيرويها للأجيال اللاحقة كعنوان للصمود والتحدي لأناس عزل لايملكون سواء أبسط مقومات الحياة المدنية ؛ هكذا سيرويها الأجداد للأحفاد . سيذكر التاريخ أن هناك شعبا أراد العيش بسلام ؛ أراد الحياة في أرضه بهدؤ في وجه محتل غاصب لايرحم الحجر والشجر قبل البشر ؛ يصب فوقهم كل أنواع الدمار والخراب , يتفنن في كل أنواع القتل والتنكيل , يختلق أنواع الذرائع والمكائد كلها . لعل مايجري اليوم في غزة الأبية من تدنيس للمقدسات والمساجد وأنتهاك للأعراض وتدمير للأموال والممتلكات وتقتيل للأنفس المطمئنة يستوجب منا الوقوف الجاد والمسؤل وذلك بالنصرة والمآزرة وبذل الغالي والنفيس وتقديم كل أنواع الدعم الذي من شأنه مساندة أخواننا في غزة الصامدة . وكأن العدو الصهيوني لم يكتفي بمنظر شلالات الدم المسالة في شوارع أرض الرباط في غزة ؛ أخذ العدوان منحى آخر باستخدام أسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا وأخذ يمطر سماء غزة بوابل من نيران الفسفور الحارقة ؛ أخذ يجرب عليهم أنواع أخرى من الأسلحة البيولوجية والكيماوية ليوسع من قاموس جرائمة السابقة . إن الأمر جد خطير ويحتاج منا الوقوف والتأمل في إرادة شعب يدافع عن كرامته وأرضه ؛ يدافع عن عرضه وماله ؛ يدافع عن مقدساته المشروعة . إنها إرادة شعب لديه قضية يدافع عنها ولسان حاله يقول للمسلمين : مدو لنا يد العون * نعدكم بالصمود والنصر بأذن الله . انه صمود نابع من إرادة داخلية ؛ صمود تشرّبه الأطفال من أضرع أمهاتهم ؛ صمود تجسد حيا للابناء عبر سواعد آبائهم ؛ صمود صقل عبر حلقات الأجيال ومر الزمان ؛ صمود أستمد قوته من قوة الحق والإرادة . اللهم أنصر أخواننا المسلمين في غزة . . آمين يارب العالمين