دون كللٍ أو ملل يواصل مئات المتطوعين من الشباب بمحافظة حضرموت، لليوم السادس على التوالي، تقديم الخدمات والتسهيلات للحجاج اليمنيين المغادرين عبر منفذ الوديعة الحدودي من المملكة العربية السعودية. وسط صحراء جرداء، وحرارة مرتفعة وغبار لا يتوقف، يعمل المتطوعون من شباب حضرموت كخلية نحلٍ، ترحيبا بضيوف الرحمن وتسهيلاً لهم وتفادياً للإشكاليات التي رافقت عملية التفويج العام الماضي والتكدس الكبير، في ظل افتقار ميناء الوديعة البري لأبسط المقومات والبنية التحتية. وللعام الثالث على التوالي، ظل ميناء الوديعة، الشريان البري الوحيد للحجاج اليمنيين للوصول إلى البقاع المقدسة، بسبب إغلاق المنافذ الأخرى نتيجة الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي والمخلوع صالح. 24 ألف 255 حاجاً وحاجة يمني، هم من سيؤدون مناسك الحج لهذ ا العام، وحتى اليوم الخميس، تمكن 10 آلاف حاج من المرور إلى السعودية، فيما بقي أكثر 14 ألف حاج، من المتوقع عبورهم خلال الأسبوع القادم. معنويات مرتفعة الشاب علاء باشعيوث، أحد الشباب المتطوعين في الوديعة، يقول للصحوة نت، "إن الدافع لهذا العمل هو ما رأينا وسمعنا في الإعلام من وضع إنساني مأساوي للحجاج العام الماضي، وطمعا منا في الأجر من الله، إضافة الى إظهار حضرموت بأبهى صورة ولنقول للعالم أن مستقبل حضرموت يكمن في شبابها". وأوضح باشعيوث، أن الشباب منذ الإعلان عن التسجيل للمتطوع سارعوا إلى التسجيل حتى بلغ عددهم أكثر من 700 متطوع تم أخذ منهم 300 فيما بقي 450 في الاحتياط. ويضيف " في البداية كنا متخوفين من الوضع في المنفذ خصوص في ظل الأوضاع الأمنية للبلاد، والجو الحار في المنفذ، لكن عندما بدأت أول دفعة من المتطوعين وشاهدوا طبيعة العمل وسمعوا الدعوات والابتسامات من قبل الحجاج ارتفعت معنوياتهم، متناسين الحر والغبار والأمطار، في ذلك المكان رغم أنهم يسكنون الخيام. من جانبه قال الشاب المتطوع أحمد السكر، للصحوة نت، "توزعنا إلى 8 مجموعات ميدانية، الأولى متخصصة بالتوجيه والحصر والثانية التغذية والثالثة تهتم بالمخيم الرجالي والرابعة بالمخيم النسائي، والخامسة متخصصة في توزيع الماء، وثلاث مجموعات متخصصة في التوزيع حسب ما يرفع من المجموعة الأولى". وأشار إلى أن فرحة الحجاج لا توصف، بما يقدمه الشباب المتطوعين، شكراً في ختام حديثه زملاؤه المتطوعين والجمعيات والتجار والسلطة المحلية بحضرموت. التفويج يسير بشكل جيد بدروه أكد مدير عام مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بوادي وصحراء محافظة حضرموت وعضو لجنة التفويج لحجاج بيت الله الحرام ،عبدالله رمضان باجهام، أن عملية التفويج تسير بشكل جيد، مشدداً على أهمية التزام وكالات الحج بالمواعيد المحددة. وعدد باجهام في تصريح للصحوة نت، الجمعيات والمؤسسات الخيرية، التي ساهمت في تقدم الخدمات للحجاج بالوديعة، "جمعية المعروف للتنمية ومؤسسة روافد الاجتماعية الخيرية ومؤسسة البادية الخيرية ومؤسسة العون للتنمية ومؤسسة الإمام الشافعي الخيرية ومؤسسة طيبة للتنمية وجمعية السبيل الاجتماعية الخيرية وشبكة النماء للمنظمات الأهلية وشباب رباط شعب المهاجر بالحسيسة و مؤسسة الرأفة الخيرية وجمعية الاصلاح الاجتماعي الخيري واتحاد الملتقيات الشبابية التطوعية ومنسقية الفرق التطوعية بسيون وملتقى الفرق التطوعية بتريم والفرق الكشفية بوادي حضرموت. وأوضح أن تلك المؤسسات شاركت في توفير عشرات الخيام والعيادات الصحية المتنقلة مع طواقهما الصحية، وخزانات المياه للشرب والغسل والمواد الغذائية والفرش والكاشفات والمرواح والسيارات النقل. وشكر باجهام، الفرق التطوعية، بما رسمته من لوحة جمالية ومشرقة في خدة الحجاج. عمل إنساني وتخيف عن الحجاج من جهته قال رئيس ملتقى الفرق التطوعية بمدينة تريم صالح بن منصور، المتواجد بالوديعة، "إن الجانب الإنساني يأتي في مقدمة الأهداف لتطوع الشباب، إضافة إلى التخفيف من معاناة الحجاج، وأيضاً تفعيل المتطوعين ونقل تنفيذ عملهم التطوعي إلى خارج مناطقهم. وبين بن منصور، في تصريح للصحوة نت، أن المهام التي قوم بها الشباب (300)متطوع، تتمثل في توزيع المواد الغذائية و المشروبات من ماء وعصائر وإرشاد الحجيج إلى أماكن الخيام، ودورات المياه والماء البارد ومكان الصلاة وأماكن الراحة والمركز الصحي المؤقت. ولفت إلى أن معنويات الشباب كانت عالية جدا، حيث خالطهم شعور لا يوصف من دعوات الحجاج لهم على خدمتهم التي يقومون بها على مدار 24 ساعة متواصلة.