دخلت جرائم الاغتيالات في مدينة تعز، طورا جديدا، ومنحدرا خطيرا، وبدأت تستهدف قادة الفكر والتنوير بعد أن أودت بحياة العشرات من العسكريين والمدنيين، في وقت أصبحت فيه ظاهرة السلاح المنفلت تؤرق حياة السكان الحالمين بعودة مؤسسات الدولة والاجهزة الامنية الى ممارسة مهامها والعمل على الحد من تلك الظاهرة التي تسببت الحرب الحوثية بانتشارها بشكل غير مسبوق بالمدينة. وكانت أولى تلك الجرائم، هي استهداف إمام وخطيب جامع العيسائي الاستاذ عمر دوكم برصاص مجهولين وتسببت تلك الرصاصات الغادرة بإصابة دوكم إصابة بالغة توفى صباح اليوم الاثنين متأثرا بها ، بينما أودت على الفور بحياة رفيقه الاكاديمي الاستاذ رفيق الأكلحي، في جريمة هزت المدينة وأصابتها بالذهول. جرائم ممنهجة وتعليقا على تلك الجرائم.. قال نائب المتحدث الرسمي باسم قيادة محور تعز العقيد عبد الباسط البحر، إن جرائم الاغتيالات بدأت تعود للواجهة خلال الاسبوعين الماضيين بعد أن كانت قد بدأت بالاختفاء، حيث حدث خلال 14 يوما حوالي 12 عملية اغتيال ومحاولة اغتيال بمعدل حادثة كل يوم، مشيرا الى ان هذا يدل على أن هذه الجرائم ممنهجة ولها أهداف تريد تحقيقها ورسائل تعمل على إيصالها . وقال البحر في تصريح ل" الصحوةنت " ان خطورة هذه الجرائم انها بدأت مؤخرا باستهداف قادة الفكر والرأي من الخطباء والتربويين مما يؤكد بأن هناك سيناريوهات معدة لتعز، وتعز ترفضها وتدفع ثمن رفضها للأجندات اللاوطنية والغيرشرعية. وكشف انه عقد اجتماع طارئ وعاصف للجنة الأمنية بالمحافظة برئاسة المحافظ ونائبه قائد محور تعز، وتم من خلاله اتخاذ تدابير احترازية لن نتحدث عنها الان ولكن ان شاء الله نرى أثرها قريبا في الميدان، مشيرا الى ان الإمكانيات بالمحافظة ضعيفة لكن سنفرض الأمن بالامكانيات المتاحة، وبتعاون ومساندة الحاضنة الاجتماعية. واوضح ان الأمن مهمة مجتمعية كما هو مهمة أمنية وعسكرية ، وهناك إرادة قوية وإجراءات عملية كفيلة بإخراج تعز قوية منتصرة كما عودتنا دائما بعد كل حادثة أو ملمة توقظ فيها روح الإصرار والتحدي، مشيرا بان هناك رفض واسع لتلك الجرائم والتفاف شعبي كبير ضدها، باعتبار تعز مدنية وثقافية وحضارية وتنشد الدولة ومؤسساتها ، وهذا ما يعمل على محاصرة المجرمين وكشف اساليبهم القذرة ضد الأبرياء والمدنيين. الحل في تفعيل الاجهزة الامنية وقال البحر إن السبب المباشر لتلك الجرائم هم الانقلابيون وادواتهم ومشاريعهم الظلامية ومحاولاتهم كسر صمود تعز بطعنها من الخلف وتنشيط خلاياهم للعبث من الداخل بعد أن عجزوا عن التقدم حتى شبرا واحدا في المواجهات، واساليبهم كما هو معروف عنهم أساليب العصابات وشغل المافيا والمليشيات، مؤكدا ان تلك المشاريع ستتحطم على صخرة وعي أبناء تعز ويقظتهم العالية تجاه المشاريع الظلامية المدمرة. من جهته قال عضو هيئة علماء اليمن الشيخ علي القاضي ، ان على الاجهزة الامنية القيام بدورها باعتبار ذلك من اهم اسباب الأمان وحفظ ارواح الناس وهي مطالبة بذلك شرعا وعقلا وقانونا. وقال القاضي في منشور له، إنه يجب اخذ الاحتياطات اللازمة لسلامة الناس عامة والرموز العسكرية والدينية والسياسية وغيرها خاصة، ويجب ضبط القتلة وفضحهم هم ومن يحركهم فهم اقل واذل واجبن من ان يواجهوا وهم شرذمة لا يمكن ان تقهر او تذل شعبا. ودعا العلماء والدعاة الى اخذ الحيطة والحذر ما امكن، محذرا العلماء والدعاة من الجبن والعجز والاستسلام والاحباط الذي يراد بثه من خلال الاغتيالات القذرة، فيجب ان تبقى الشجاعة والثبات على المبادئ والتوكل واليقين بالله وأقداره الماضية العادلة دروعا صلبة امام طلقات الغدر والنذالة التي يضبطها القدر السابق. وقال إن الموفق من يموت شريفا صالحا تبكي عليه الارض والسماء ويشهد له اهل الفضل وعامة الناس بالخير والصلاح فان كان موته اغتيالا زاد الى فضله وحسن ثناء الناس عليه الشهادة فيلقى الله صالحا شهيدا سعيدا مظلوما مقتولا لا قاتلا، ضحية لا مجرما، بعد حياة عاشها للخير والسلام والحق ونصرة الدين ونفع الناس. تحركات وتوجيهات رسمية وكان مجلس الوزراء قد أكد ان تلك الاعمال العدائية الموجهة ضد العلماء والدعاة وغيرهم لن يتم السكوت عنها، لانها تؤدي إلى تخريب الدين والدولة والمجتمع، وتهدد امن واستقرار المواطنين، وتتماهى مع خطط المشروع الانقلابي الطائفي لمليشيا الحوثي المدعومة ايرانيا، بفكرها الدخيل والمرفوض من الشعب والمجتمع اليمني. ووجه مجلس الوزراء، وزارة الداخلية واجهزتها المختصة، بالتحرك العاجل والحازم تجاه استهداف العلماء والخطباء والدعاة وتكدير الامن والاستقرار في العاصمة المؤقتة والمحافظات المحررة، كما كلفها بإجراء التحقيقات في جميع الحوادث واعلان نتائجها، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لإفشال اي جرائم قبل وقوعها، وتفعيل العمل الاستخباراتي والوقائي لمكافحة التطرف والارهاب وادواته. بدورها حثت اللجنة الأمنية بمحافظة تعز في اجتماع لها الوحدات العسكرية بضبط أفرادها وعدم التهاون مع أية مخالفات ومنع مرور الدراجات النارية التي تحمل ملثمين والتعامل معها بكل حزم نظرا لكثرة الحوادث التي يتم ارتكابها بواسطتها. وتنديدا بتلك الجرائم الدخيلة على المجتمع.. خرجت يوم الاحد مسيرة غاضبة في المدينة ، تنديدا بجرائم الاغتيالات الأثمة التي كان آخرها جريمة استهداف الشهيد رفيق الاكحلي والجريح الاستاذ عمر دوكم، عقب صلاة الجمعة. وطالبت المسيرة بتفعيل المؤسسات الامنية وتنفيذ حملات تعقب المجرمين والعمل على إنهاء ظاهرة السلاح المنفلت وسلاح الجماعات الخارجة عن اطار المؤسستين العسكرية والامنية أيا كانت.