بعد ان كثر الحديث عن المجاعة بأنها تجتاح اليمن وتثير مخاوف خاصة بعد الحرب الأخيرة بدأ المواطنين في العاصمة المؤقتة عدن يوقنون بمدى خطورتها جراء استمرار تدهور احوالهم المعيشية بسبب تبعات الحرب والانهيار التام للعملة المحلية في البلاد. لم يكن هناك من شيء يمكننا ان نستعين به لوصف الحال الذي يعيشه معظم المجتمع العدني والمواطنين الا انهم يضلون مستمرون في صراعهم من اجل البقاء وما زلنا نراهم يبذلون ما يمكنهم من العيش بأبسط المقومات الضرورية لإبقائهم على قيد الحياة وتجاوزهم للمحنة.
فبعد ان بحثنا وراء جدران الاحياء الشعبية من الطبقة المتوسطة في المدينة لنرى الفظاعة الحية حيث اكدت لنا "أم حنان" ان الوصول إلى الضروريات كالغذاء والمشرب والدواء بات حلم يراودهم.
ام حنان قالت في تصريحات خاصة ل"الصحوة نت" انها تعول 8 اطفال ولم تعد تملك الا راتب زوجها البالغ ( 40000) ريال والذي اصبح اليوم لا يساوي شيئا امام ارتفاع الاسعار .
واكدت "ام حنان" في سياق تصريحاتها ان راتب زوجها لم يعد يغطي نفقات بيتها الضرورية فاضطرت مع عدد من الأسر التي تعرفها الى الاستغناء عن وجبة الغداء وتقليص عدد الوجبات اليومية على اطفالها الى وجبتين في اليوم .
كما عبرت "ام حنان " عن قلقها البالغ إزاء استمرار ارتفاع الأسعار وتدهور الوضع المعيشي في المدينة ليفاقم من المواطنين ويزيد من ارتفاع الأسعار حتى يصبح المواطن ضحية الجوع.
باتت الظروف الحالية مخيفة وتهدد بكارثة في حال ما استمر الوضع هكذا يسير نحو المجهول فالأوضاع تسير من سي إلى اسوأ، وغالبية الاسر أصبحت تحتاج لتلقي المساعدات وخصوصا في ظل استمرار انهيار العملة المحلية وارتفاع اسعار المواد الغذائية فالأحوال الصعبة هي الهم الذي يعيشه الجميع وبات على السنتهم وهاجسهم اليومي.
وفي الوقت الذي يزداد الوضع الاقتصادي تعقيدا تظهر مؤشرات الانهيار هي وحدها السائدة في ظل توقف عجلة الاقتصاد واقتصارها على الاستيراد فقط؛ فيما تصدير النفط والغاز والذي كان يرفد الميزانية قبل الانقلاب بثلثي موارد الدولة بات موقفا تماما.