تعود بنا الذكريات ونحن في الذكرى الرابعة لعاصفة الحزم نحو الأحداث العصيبة التي وصلت لها اليمن مطلع عام الحرب 2015م.. عاش الناس أياما عصيبة، مع تصاعد وتوسع مليشيات إيران الحوثية، خرج السلاح للشوارع وانتشر العنف بذرائع ومبررات عدة، ومع اكتمال نصاب الجريمة، واجتياح العاصمة وتساقط المدن، بلغ اليأس في الشعب مبلغه، وبدأت حياة جديدة يعيشها اليمنيون، حياة على شكل خوف وقلق ورعب وتوحش، تبخرت الأحلام وضاعت السبل وتمزقت الطرق، ولم يعد هناك من سبيل سوى الموت، بأشكاله وأنواعه! علينا أن نعترف، أنه وحين انتكست البلاد وتدنست وتسلط الإرهاب والخوف على الناس، لم يكن هناك من سبيل سوى التمني بأن يخرج أحد ما، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإنصاف البلد وشعبه ممن تسبب بكل هذا، وفجأة استيقظ الناس على حوثيين يهربون للملاجئ والمخابئ والثكنات، خوفا من الطيران، الذي بات يتصيدهم بمهارة ويختارهم بعناية واحترافية، معلنا عن تدخل "عاصفة الحزم" لدول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية. المليشيات التي تجبرت وتكبرت واستعرضت، فجأة ذاب كل شيء، وأصبحت تتساقط بفعل ضربات الجو والبحر والبر، أكثر من هذا، الحوثي فعليا انتهى تماما خلال أشهر العاصفة الأولى، ثم ماذا؟ الجواب للناس بالطبع، ما الذي تغير؟ ولماذا؟ وكيف؟ وإلى متى؟ وحده الشعب من لديه القول الفصل، وبالنظر للمعطيات والتداعيات والنتائج. بعد أربع سنوات، جدير بنا أن نقف بمسؤولية وحزم أمام استكمال أهداف عاصفة الحزم وما آلت إليه عاصفة الأمل، اليوم عاصفة الحزم بحاجة لاستكمال أهدافها والمضي لإنهاء ما خرجت من أجله، لتعمل الآن في وقت مفصلي ومصيري لم يعد يحتمل الكثير من التسويف، وفي منطقة ملتهبة تتربص بها وتنتظر لحظة سقوطها، وذلك لنصل جميعا إلى ضفة النجاة. بعد أربع سنوات، هناك سؤال لمختلف الأطراف: هل ما يزال الجميع على نفس الموقف الإيجابي من عاصفة الحزم أم هناك من أصبح على الضد؟ وحدهم الشجعان من بمقدورهم التعامل مع التحولات بمنطق المصلحة المشتركة والحس المسؤول، حينها سينهزم الانقلاب ويسقط المتربص!