عاش الثوار في ساحة التغيير مساء أمس ليلة استنثائيه وهم يحتفون بواحدة منهم رفعت اسم اليمن عاليا في منصات التتويج بعد سنوات طويلة من الغياب, وأعادت توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام اللقب المفقود عن بلادها ليعرفه العالم من خلالها بما كان يدعى يوما ب" اليمن السعيد ". نظم شباب الثورة حفلا فنيا وخطابيا ومهرجانا تكريميا من نوع خاص,حفل حضره الرجال والنساء والأطفال الذين اكتظت بهم الساحة وهم يرفعون صور توكل التي أوصلت رسالتهم في المحبة والسلام إلى العالم بأسره,ليتعرف الأخير سريعا ويرد بمنح ثورتهم شهادة التقدير والاحترام بنهج السلمية وانحيازا لمطالب ثورتهم في الحرية والديمقراطية.
احتفى الثوار بممثلتهم إلى العالم على طريقة الكبار والملوك والرؤساء ,كما قدموا لها التهاني وأغدقوا عليها في مديح القصائد وروائع النثر نظير تفوقها على منافسات أخريات ,وردا للجميل بعد إهدائها التكريم لأحرار الساحات وكل أبناء الشعب. في الساعة الثامنة مساء ,توقفت الساحة ومعها العاصمة صنعاء,وبالطبع الآلف آخرين ممن تابعوا وقائع الحفل على شاشة قناة "سهيل" الفضائية التي بثته مباشرة ,توقف هؤلاء إلا من الإصغاء لما ستقوله توكل وهم مسرورين وأبصارهم محدقة إلى احدي ناشطات الثورة التي رفعت غلة العرب من نصيب جائزة نوبل المرموقة عالميا.
كانت توكل تشق طريقا بتواضع جم وببساطة الكبار وهى تخرج من خيمتها باتجاه منصة الساحة الرئيسية برفقة رفيقاتها وعدد من أقربائها,فيما جموع كبيره تنتظرها حتى تصعد على المنصة وهم يحيوها ويرفعون صورها عالية . هناك أيضا يتنظر الصحفيون ومراسلي قنوات التلفزه المحلية والاجنبيه لتسجيل ما تقول من كلمات وعدسات كاميراتهم تصور حدثا فارقا سيظل عالقا كثيرا في ذاكرة اليمنيين وأرشيف ذكرياتهم. تصل توكل المنصة والى جانبها بناتها وولدها وزجها وأخوها طارق وآخرين ,ليبدأ الحفل على وقع أناشيد فرائحيه وأغان وطنيه وسط تصفيق وهتاف لنجمة أمسيتهم كما لم يحدث من قبل. يستهل المذيع ومقدم فقرات الحفل ماجد دهيم البداية من القران الكريم ثم يعقبها بكلمات تدور في مجملها حول الثناء على ما أحرزته توكل كرمان .
يحضر الشعر مادحا ومكرما توكل عبر قصيدة أثارت حماس الحاضرين مرددين أبياتها للشاعر المعروف احمد المنيعي ,يتخللها فواصل لمقطوعات انشاديه تكسب إعجاب الحاضرين وثنائهم. وفي اللحظة الأهم في الحفل, تطل توكل كرمان على الجميع, لتعلن عن تبرعها بجائزتها لخزينة الشعب بعد رحيل النظام. وتقول:"قيمة جائزة نوبل للسلام ستورد إلى الخزينة العامة للدولة ، وسأضعها للخزينة العامة للدولة وسنلاحق كل الأموال التي نهبها الفاسدين ونعيدها إلى خزينة الدولة بعد استكمال أهداف الثورة ليعاد بناء هذا اليمن".
وتبلغ القيمة المادية لجائزة نوبل التي تعتبر أهم وأغلى جائزة عالمية، حوالي مليون ونصف المليون دولار بما يوازي 360 مليون ريال يمني تقريبا، إضافة إلى شهادة وميدالية ذهبية. وتتابع قائلة:" تعجز الكلمات عن وصف هذا المشهد المهيب الذي تنتصر فيه إرادة الشعوب على بطش الأنظمة المستبدة ، اليوم انتصرت إرادة الشعب اليمني وسلميته وكرامته فوق كل الطائرات والدبابات والقذائف " . كما تؤكد توكل إن "الجائزة منحت للشعب اليمني وليس لتوكل ، لأنها بنت هذا الشعب و لم تكن إلا به وسأبادلكم الوفاء بالوفاء والصدق بالصدق ، لقد أثبتم أنكم عظماء وأنا أهديكم الجائزة وأحملكم الأمانة". وتواصل:" أقول للطغاة المستبدين عهدكم ولى، وأقول ل صالح : أنت واهم إن ظننت إن هذه الثورة ستنتصر هي منتصرة وستظل منتصرة فقد أعادت للشعب القه وحريته وكرامته والشعب اليمني سيقف مع كل الشعوب التواقة للتخلص من الاستبداد كما عرف في تاريخه".
والى جانب ذلك,فقد قال رئيس المكتب الفني بالمجلس الوطني صخر الوجيه في الاحتفالية: " إن هذه الجائزة شهادة بأن الثورة ثورة سلمية ومطالبهم عادلة، توكل عرفناها تقود النضال من قبل الثورة ، فكانت تقف كل ثلاثاء أمام رئاسة الوزراء تناصر كل مظلوم وأسمتها ساحة الحرية ، ولم تناضل فقط من أجل النساء ولكن من اجل الرجال والنساء والأطفال في هذا البلد". وأضاف: " يزعم رأس هذا النظام أنه حمامة السلام، وحمائم السلام هم الثوار والثائرات يا خفافيش الظلام، بالأمس إعلام صالح يهنئ كرمان ويقول بأنه لولا صالح لما حصلت عليها، أقول حصلت عليها لأنهم خرجوا ضد ظلمك وطغيانك، لو كان هناك جائزة للكذب والنفاق لمنحت لهذا النظام".
وتوجه الوجيه إلى النظام قائلا:" أقول ل صالح وعائلته : لقد فاتكم القطار لقد فاتكم القطار لقد فاتكم القطار لأنه ليس هناك قطار إلا قطار الشعب اليمني ، مبروك لتوكل والشباب". وكانت خيمة توكل كرمان، بساحة التغيير بصنعاء، قد تحولت منذ الصباح الباكر وعقب إعلان فوزها إلى قبلة لاستقبال مراسلي القنوات الفضائية والإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية . والى خيمتها لم تتوقف حشود المهنئين والمباركين من النساء والرجال.