عاصفة الحزم هي التي عصفت بالمشروع الإيراني الذي أطل برأسه مجدداً من اليمن عن طريق جناحه العسكري المتمثل في مليشيا الحوثي بعد الدمار الذي ألحقه بالعراق ولبنان وهو ما صرح به مسؤول إيراني كبير عقب سيطرة مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء قائلاً بأن إيران استطاعت السيطرة على العاصمة العربية الرابعة بعد أن تمكنت من السيطرة على بغداد ودمشق ولبنان. لم يكن المسؤول الإيراني مبالغاً في تصريحه وإنما كان محقاً في ذلك حيث شهد مطار صنعاء قبيل عاصفة الحزم حركة ملفته للطيران الإيراني لتصل عدد الرحلات إلى 14 رحلة اسبوعياً في إشارة واضحة إلى أن مطار صنعاء لم يعد مطاراً يمنياً خالصاً، أو بالأصح أصبح مطاراً منزوع السيادة وأصبحت حركة الطيران الإيراني تشكل خطراً على المستوى المحلي والإقليمي والدولي باعتبار أنها حركة غريبة خاصة وأن التعاون بين اليمنوإيران كان تعاوناً محدوداً، لا يكاد يذكر، الأمر الذي جعل المراقبون يفسرون بأن حركة الطيران الإيراني لم تكن حركة بريئة وإنما كانت تهدف إلى تزويد مليشيا الحوثي بالمزيد من العتاد العسكري لتثبيت انقلابها الدموي. وكانت ميلشيا الحوثي الانقلابية وعقب سيطرتها على صنعاء وعلى مؤسسات الدولة بما فيها مؤسسة الجيش قد تمكنت بالتعاون مع من كانت تحركهم أحقادهم من السيطرة على كافة مخازن السلاح والعتاد الخاص بالجيش اليمني بما فيها مخازن الصواريخ، وغيرها من الاسلحة الثقيلة التي تحولت إلى مصدر تهديد لأمن واستقرار اليمن والإقليم، وهو ما دفع دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية استشعار الخطر و إطلاق عاصفة الحزم، بناء على طلب تقدم به رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وكانت أهداف التحالف العربي ولا زالت هي دعم الشرعية وبسط الأمن والاستقرار في كافة ربوع اليمن. صحيح أن ثمة تحديات وصعوبات واجهت التحالف العربي لدعم الشرعية، إلا ان ثمة إنجازات تحققت ولا ينكرها إلا جاحد، ومن هذه الإنجازات دعم وتثبيت الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي. قبل عاصفة الحزم كانت مليشيا الحوثي الإجرامية قد سيطرت أو كادت أن تسيطر على اليمن أرضاً وجواً وبحراً إلا أن عاصفة الحزم أعادتها من عدن حتى حدود الضالع ومن المخا حتى الحديدة وصدت في مارب التقدم نحو المناطق الشرعية وإعادتها إلى حدود صنعاء، ولا تزال المعركة قائمة ضد المشروع الإيراني حتى تحرير صنعاء، وكل شبر تسيطر عليها الميليشيا. وها هي الدولة بالتعاون مع التحالف العربي تستعيد ما نسبته 80 % من الأراضي اليمنية والحاق الهزائم المتتالية بمليشيا الحوثي الانقلابية، وتأمين الحركة الملاحية بعد أن كانت مهددة من قبل المليشيا ولعل تحرير ميناء عدنوالمخاء وميدى وسواحل شبوة وأبين ومساحة كبيرة من سواحل الحديدة يعد من أهم إنجازات التحالف العربي بعد أن كانت السواحل اليمنية مفتوحة تتنفس من خلالها مليشيا الحوثي وتتلقى من خلالها الدعم الإيراني. ومن أهم إنجازات التحالف العربي إعادة بناء الجيش اليمني وتأهليه ومده بما يحتاجه من عتاد ودعم لمواجهة مليشيا الحوثي. وسيظل هذا الإنجاز من أهم إنجازات التحالف العربي صحيح أن ثمة سلبيات موجودة وضعف في بسط نفوذ الدولة نتيجة لتخادم الميليشيا مع مثيلاتها من الميلشيات المسلحة، إلا أن هذه السلبيات والقصور سيتلاشى، وستعود اليمن أفضل مما كانت عليه بفضل نضال وتضحيات الابطال من أبناء القوات المسلحة، وبدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية التي تدرك جيداً خطورة بقاء مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً على أمن واستقرار اليمن والإقليم والتي تسعى إيران جاهدة إلى جعل مليشيا الحوثي شوكة تهدد أمن واستقرار الخليج العربي تحركها إيران متى ما شاءت.