في النضال من أجل الحرية والكرامة تستدعي الشعوب رموزها حتى وإن كانوا قد فارقوا الحياة من عقود أو قرون من الزمن. في بلدنا اليمن يستدعى الشهيد محمد محمود الزبيري في المحن بشجاعته وبطولته تستِدعي العاصمة صنعاء أبيات الشهيد الزبيري وهي تعيش تحت وطأة مليشيا الكهنوت وكأنه يعش بين ظهرانها وينظر بأم عينه ماذا صنعت بها عصابة الإمامة التي عادت من جديد لتستعبد الشعب اليمني وتعيث في الأرض الفساد يقول الزبيري رحمه الله عن صنعاء: صنعاء ويحك ما للظلم قد رسخت آثامه فيك, واستشرت خطاياه وسعت صدرك للطغيان يصنع ما يهوى وعينك تحميه وترعاه وفي جبهات المواجهة مع عصابة الكهنوت الإمامية يستحضر الجندي أبيات الشهيد البطل محمد محمود الزبيري وهو يجود بروحه في سبيل الحرية والكرامة: بحثت عن هبة أحبوك يا وطني فلم أجد غير قلبي الدامي وتحضر أبيات الشهيد الزبيري في كل جريمة ترتكبه مليشيا الإجرام الحوثية ومنها جريمة تفجير المنازل وهي من الجرائم التي كان يرتكبها آال حميد الدين بحق بيوت اليمنيين يقول الزبيري رحمه الله نشأتَ يحيى سنة التخريب فابشر بيوم للدمار قريب ستخرب الأيام هيكلك الذي رممته بجرائم وذنوب * وتحطم التاج الذي كللته بركام أنقاض ودمع حريب *** متى ينطلق شعب وتسعد أمة ويفك عن عانٍ وعن مكروب * أنزلت باليمن المريض من الأذى ما أنزل الشيطان في أيوب * كانت حياتك محنة عاشت بها قحطان بين مخالب ونيوب وفي سجون عصابة الحوثي الكهنوتية يستحضر السجناء ابيات الشهيد الزبيري عند خروجهم من السجون مرددين ابياته الشعرية : خرجنا من السجن شم الأنوف كما تخرج الأسد من غابها
نمر على شفرات السيوف ونأتي المنية من بابها
ونأبى الحياة, إذا دُنِّست بعسف الطغاة وإرهابها
ونحتقر الحادثات الكبار إذا اعترضتنا بأتعابها
ونعلم أن القضاء واقع وأن الأمور بأسبابها لتعلم أمتنا أننا ركبنا المنايا حنانًا بها .. اليمنيون وعبر شبكة التواصل الاجتماعي بكافة شرائحهم وتوجهاتهم السياسية وغير السياسية أحيوا الذكرى 55 لاستشهاد القائد والاديب والمربي القاضي محمد محمود الزبيري كرمز من رموز النضال الوطني الدكتور محمد البيل أكد على أهمية استلهام الدروس في العمل الوطني من الشهيد الزبيري واشار البيل إلى انه وفي مثل هذا اليوم الأول من إبريل عام 1965م ارتقى ابو الاحرار القاضي: محمد محمود الزبيري رحمه الله شهيدا خالدا في ضمير كل يمني حر. ارتقى بعد أن صنع لنا مجدا من النضال، ووثقه بمجد من الأدب، وبعد أن أقض عروش الطغاة وأضاف البيل بأن الشهيد الزبيري سيظل شاهدا حيا على عظمة اليمني وقوة شكيمته الصحفي علي الفقيه كتب مقالا مطولا حول الشهيد الزبيري وقال الفقيه مخاطباً الشهيد الزبيري "لم تمت يا أبانا بل سكبت ما تبقى من روحك وقوداً لجذوة نضال أشعلتها وغفوت.. لتدب الحياة في أمة جرعتها الإمامة الموت قروناً. وأشار الفقيه إلى أن جذوة الشهيد الزبيري ما تزال مشتعلة ، ولا يزال الملايين من اليمنيين يحملون تلك الجذوة وينشرون النور، ليبددوا ظلمة العنصرية والكهنوت ويقارعون نزعات الطغيان والاستبداد. وأضاف الفقيه مخاطباً الشهيد الزبيري "أنت ورفاقك من مصابيح النضال الذين أوقدتم بدمائكم ودموعكم ثورة سبتمبر لم تكونوا منتقمين ولا دعاة حرب، بل صناع حياة ودعاة مساواة. ، أنت أيقونتنا الخالدة وعدو العنصرية والاستعلاء.. ولو لم تكن يمنياً لخلدك العالم رمزاً كما خلد مارتن لوثر كنج ونيلسون مانديلا وغيرهم ممن وقفوا لمناهضة العنصرية والتمييز".
الصحفي والكاتب يحيى الثلايا قال "في كل قراءاتي ومتابعتي لم تجذبني وتأسرني وأشعر انها تعبر عني وعن ابناء الجيل الراهن من بين كل تجارب المناضلين والثوار والمفكرين المعاصرين الذين ألهموا الشعب، مثل تجربة الشهيد والثائر المناضل القاضي والاستاذ/ محمد محمود الزبيري رحمة الله عليه". وأشار الثلايا الى أن الشهيد الزبيري كان الشوكة الغليظة والسامة التي فقعت حلق الإمامة وأودت بنظامها بطريقة مهينة. مشيراً إلى أن اهم ما في تجربة الزبيري يمكن التركيز عليها اليوم، هو الاشارة لمدى ايمان الزبيري بالشعب ورهانه على يقظته. واشار الثلايا إلى أنه وعلى المستوى العام والوطني عاش الزبيري تجارب واحداث وظروف قاسية جدا، لم نصل اليوم رغم كل معاناتنا إلى ربعها. مشيراً إلى أن كل معاناة اليمنيين في الداخل والخارج التي عشناها بعد عودة الامامة في 2014م وتشردهم وإحباطهم وفشلهم في كسب المعركة، نراه جليا بل مضاعفا في تجربة الزبيري ورفاقه. وأكد الثلايا بأن الأحرار الاوائل عاشوا اضعافا مضاعفة من المعاناة التي يعاني منها المناضلين اليوم ، دونها الزبيري شعرا ونثرا وتشخيصا بحروف وابيات بليغة فصيحة.. الزبيري الذي طالما ردد مقولته الخالدة: إن ارادة الشعب هي من ارادة الله.