أكد الدكتور محمد الأفندي أن الثورة اليمنية تسجل أنصع صفحة في تاريخ الشعب اليمني, بما في ذلك اتسامها بالسلمية رغم امتلاك اليمنيين كميات هائلة من السلاح. وأضاف في حوار مع"العرب اليوم", أن الثورات العربية أطاحت بطموحات الحكام العرب الذين كانوا يخططون لتوريث أبنائهم في الحكم. وأوضح وزير التجارة والبرلماني السابق,أن الرئيس المخلوع صالح يلعب على ورقة الإرهاب. وأشار إلى أن الشعب اليمني عرف دائما بنضاله ورفضه لكافة أشكال الظلم الاجتماعي والتهميش الاقتصادي والفساد السياسي منذ القرن الماضي,منوها إلى أن الثورة قد جاءت استجابة لتطلعات الشعب في العزة والكرامة والحرية والعدالة والاستقلال, وتحقيق يمن موحد ديمقراطي مزدهر اقتصادي ومتساو بالفرص الاجتماعية والسياسية. وحول تأخر حسم الثورة,قال الأفندي:" كما يعلم الجميع, فان الأوضاع في اليمن أسوأ مما تتصورون, فالشعب اليمني يعاني من فساد متراكم, ومن سلطة مستبدة منذ 33 عاما, إضافة إلى عدد من العوامل المحلية والإقليمية والدولية, وهي التي جعلت الثورة تأخذ هذا المدى الطويل, وأهم عامل في هذا التوجه, هو حرص الشعب اليمني على سلمية ثورته, خلوها من الدماء, رغم ما لديه من أسلحة ". من جهة أخرى,أوضح الأفندي, أن نظام صالح يستخدم القوة المفرطة, ويسفك الدماء بدم بارد, لكن ذلك لم يغير قناعة الشعب في تحقيق الثورة, بأقل تكلفة على أبنائه التواقين للحرية والعدالة, وحرصا على عدم الانزلاق في حرب شاملة, وهو ما لن يفضي إلى النهايات المتوقعة, ولا يؤدي إلى تحقيق أهداف الثورة على حد قوله. وأكد رئيس المركز اليمني للدراسات الإستراتيجية, أن الظروف الإقليمية والدولية لا تسمح للشعب اليمني أن يحقق أهدافه من خلال ثورته السلمية, بل عن طريق التسويات السياسية,لافتا إلى المبادرة الخليجية, التي تم تعزيزها بقرار دولي, وهذا كان نتاج حوارات ونقاشات واتصالات طويلة. وتابع:" ومع ذلك فان الحالة الثورية ما تزال مستمرة, والاعتصامات تشهد اتساعا يوما بعد يوم في العدد والمواقع وفي كل المحافظات". وأضاف : " أنه رغم أن الثورة قد طالت, إلا أنها رسخت قيما جديدة من الفهم المشترك بين التيارات السياسية المشاركة في هذه الثورة, وأتاحت فرصة لهذه القوى الثورية أيضا أن تناقش مستقبل اليمن بعد الثورة, وربما ستتغلب على كثير من القضايا بعد الثورة, وربما ستتغلب على كثير من القضايا التي قد تصبح مثار جدل بعد انتصار الثورة, والآن يجري حسمها من خلال النقاش الهادىء والحوار البناء.وما أود قوله أن طول الوقت يمضي لصالح الثورة وليس ضدها". وتفاءل الأفندي بمستقبل اليمن ,وقال إنها ستنتقل إلى واقع جديد خال من الفساد والتسلط والاستبداد وسيكون المستقبل, لبناء الدولة اليمنية الجدية المدنية الديمقراطية التي تساوي بين الناس وتحقق الشراكة الحقيقية في السلطة والثروة وتحقق الأمن والاستقرار وهذه هي أهداف الثورة ونحن على ثقة أنها ستتحقق.