سيدة فلسطينية تفقد كامل أسرتها و من بين الدم والأشلاء والركام تبتهل إلى السماء : يارب رفعنا قضيتنا إليك يارب !!! مع كل هذا الفقد والمصيبة التي تهد الجبال لم تنس هذه السيدة قضيتهم العادلة ولم تلتفت لأحد ولم تستجدي سوى الله الواحد القهار بثقة ورضى المؤمن. تصرخ وهي تودع الأب والأم والأخوة والأخوات والبنات والأبناء قائلة : لم يبق أحد سوى أنا وأختي ثم تبتهل بكبرياء : يارب رفعنا قضيتنا إليك يارب؟! ثم تمضي تحمل قضيتها وروحها بيدها (وهو شأن كل أبناء غزة) وبشموخ لم يولد سوى في ( غزة) وغزة وحدها تصنع المعجزات بنسائها وأطفالها ورجالها ودمائها وصواريخها وكتائبها وأشلائها ودموعها وضعفها وقوتها وجوعها وشبعها وحزنها وفرحها وبردها وحرها وحربها وسلمها وسكونها وحركتها وفي كل حوالها بيقين متجذر في عمق الأرض صعودا بعزة حدها السماء يظلها عرش الرحمن . رفعنا قضيتنا إليك يارب ؟ !! لاتعويل على احد مع ثقة ويقين لم يشهد كمثله تاريخ الانسان في كوكب الأرض ولم تشهدها كواكب المجرة ونجومها التي تدور حول ( غزة) ملبية مسبحة (الحكيم الخبير ) يفخرون (بغزة ) وناسها ويفاخرون بها ويعجبون مع الملائكة والروح ويشيحون عن ما عداهم من رذاذ الدهر وبقايا العهن المنفوش. يارب رفعنا قضيتنا إليك يارب!؟! لكم الله وزادكم بهذه الروح المعجزة التي لاتفسير لها إلا أن الله يمدكم بكل هذا الصبر والتحمل والقوة والشموخ والمعجزات خارج قوانين المادة و فوق تحمل شعوب العالم والتي خرجت بدورها محتشدة في مدن وعواصم الموت والظلم يلهجون بأسم غزة دعما لها ويعلنون براءتهم انقاذا وحفاظا على انسانيتهم من المسخ والاندثار تحت رمال العدم ... ف (غزة) اليوم هي الوجود الانساني والعدم سواها رفعنا قضيتنا إليك يارب؟!! أي مجد هذا وأي قوة وأي روح وأي انتصار على كل قوانين الحديد والنار وأي سخرية ببشاعة القوة والعنف العالمي الظالم. رفعنا قضيتنا إليك يارب!!! لكم الله واللعنة على كل الضمائر الساقطة في الوحل اللزج الممزوج ب (نتنياهو) و كل صور الذل والعار التي تعربد بسكر حول الديار و المنطقة والعالم بكل خسة ونذالة. و هم جميعا القريب منهم والبعيد بكل قوتهم ورخاوتهم منكوسي الرأس أذلاء أمام أطفال غزة و(عظام ) العظام من الشهداء .. شهداء الله في أرضه وعلى خلقه يارب رفعنا قضيتنا إليك يارب؟!! انتهى الكلام وحسم الأمر طال الزمن أم قصر لله الأمر من قبل ومن بعد وكل من فوق التراب تراب.
