كشف اللواء الركن محمد ناصر أحمد وزير الدفاع عن رؤية سياسية وعسكرية للتخفيف من تكدس الوحدات العسكرية في صنعاء والاستفادة منها حيث يستدعي الواجب تواجدها،مبيناً أن توجه لواء تابع للفرقة إلى أداء مهمة قتالية ضد القاعدة في أبين ما هي إلا خطوة أولى لإعادة انتشار وتموضع الوحدات العسكرية المكدسة في أمانة العاصمة. وشن الوزير هجوما لاذعا على المجاميع المسلحة التابعة لما يسمى «بأنصار الشريعة» ,قائلا ما هي إلا مجموعة مفرخة من تنظيم القاعدة،وأنها ليست بتلك الهالة الكبيرة والتضخيم الذي يراد لها. وأكد في حوار مع صحيفة عكاظ السعودية أن هذه المجموعات حاولت استغلال الأحداث التي شهدتها اليمن ، وسعت إلى إيجاد موطئ قدم لهم،بينما لم تجد من يتصدى لها بحزم وقوة. مؤكداً بأنه وخلال الأسبوعين الماضيين بفضل تنسيق الجهود بين كافة وحدات القوات المسلحة والأمن، وبتعاون اللجان الشعبية بدأت تلك المجاميع الإرهابية «المنتفخة» تنكمش وهي كل يوم تتكبد خسائر وانحسرت تهديداتها كثيرا. وأوضح أحمد بأن الجماعات الإرهابية بدأت تنهار معنوياتها، وأن بعضها تتراجع وتحتمي بالجبال، ولم يستبعد أن يتسلل الباقون متخفين بين أوساط المواطنين ، مؤكداً إستخدام عناصر القاعدة أساليب الغدر من خلال استخدام المواطنين كدروع بشرية. وكشف أن أعداد المجاميع المسلحة التابعة للقاعدة ليست كبيرة، ولكنها تتمتع بخبرة قتالية،وأنها تعتمد على العمليات الخاطفة وعلى تنظيم كمائن وعلى تمويه أماكن تواجدها. كما كشف الوزير أحمد أن أعدادا كبيرة تتوافد إلى أبين عبر ممرات بحرية مستغلين اتساع الشواطئ، وأعدادهم تتضاعف، خاصة من العناصر غير اليمنية من صوماليين وباكستانيين ومن جنسيات عربية أخرى. وأكد أحمد عزم وتصميم الشعب اليمن على استكمال المهمة التي بدأها في ضرب الإرهاب وفي اجتثاثه من أرضنا،مؤكداً على أنه بالرغم من استغلال تنظيم القاعدة لظروف البلاد وما تعانيه من تداعيات الأزمة التي تسببت في نشوء ثغرات أمنية تسللت منها هذه العناصر الإرهابية إلا أن المعركة الحاسمة معهم قد بدأت ولن تقف إلا باجتثاث هذه الآفة من اليمن و المنطقة. وأوضح بأن استمرار تواضع الموارد الاقتصادية وضعف الهيكلة العسكرية والأمنية في أبين وفي بعض المحافظات وغيرها من الأسباب التي هيأت الفرصة أمام تواجد عناصر القاعدة في أبين،بالإضافة إلى تمتعها بقدرات مادية كبيرة. وأكد أحمد أنه لا سيطرة للقاعدة على أبين ،مبيناً أنها تتواجد في مديريتي زنجبار وجعار وفي بعض مديريات شبوة ، وأنها لم تتمكن من التغلغل في النسيج القبلي بسبب أعمالها الإجرامية ،حيث بدأ الشارع يقف ضد هذه العناصر حيث تشكل رأي عام مناهض لها وانعكس ذلك في وقوف المواطنين إلى جانب القوات المسلحة والأمن وهذا هو المؤشر الأقوى على قرب زوالهم، وقد بدأت ملحمة التصدي لهم من منطقة لودر الباسلة وأبنائها الأبطال الذين يسطرون في التحامهم برجال القوات المسلحة والأمن أروع صور البطولة لاجتثاث هذه الشراذم الإرهابية من جحورها. واعتبر الوزير حادثة اختطاف الدبلوماسي السعودي بالجريمة الإرهابية،مؤكداً قيام الوزارة والقيادة بمتابعة هذه القضية وبذل كل الجهود من أجل الحفاظ سلامته وإطلاق سراحه من أيدي تلك الجماعات الإرهابية.