استشهد 120 فلسطينيا وأصيب أكثر من 200 في القصف الإسرائيلي على القطاع منذ فجر أمس الجمعة، في الوقت الذي بدأت فيه إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت توسيع عملياتها العسكرية في القطاع. ويتزامن ارتفاع عدد الشهداء والمصابين في القطاع مع بدء الاحتلال الإسرائيلي توسيع عملياته العسكرية في قطاع غزة، للاستيلاء على مناطق يسيطر عليها داخل القطاع.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 173 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
إلى ذلك طالب مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان ومكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بسرعة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة لأن الوضع "بات الآن شاذا بشكل مروع"، كما طالبت 7 دول أوروبية إسرائيل برفع الحصار عن القطاع وإنهاء الإبادة بغزة.
وقال مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أمس الجمعة، إن هناك زيادة كبيرة في الهجمات الإسرائيلية وفي عدد القتلى في غزة هذا الأسبوع، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف المستشفيات.
وأضاف في بيان أن الهجمات الإسرائيلية المكثفة أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني السيئ أصلا، ودعا إلى اتخاذ إجراءات عالمية لمنع وقوع مزيد من الضحايا.
وقال تورك إن الجوع الناجم عن الحصار الإسرائيلي يتفاقم، مشددا على أنه "يجب إيقاف هذا الجنون".
وأكد أنه لا ينبغي إضاعة الوقت في مناقشة مقترح بديل تدعمه الولاياتالمتحدة لدخول المساعدات إلى غزة، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة لديها خطة جديرة بالثقة و160 ألف منصة متحركة جاهزة لدخول القطاع الفلسطيني الآن.
وقال مشيرا إلى إسرائيل والولاياتالمتحدة: "إلى من يقترحون وسيلة بديلة لتوزيع المساعدات، دعونا لا نضيع الوقت فلدينا بالفعل خطة في هذا الصدد".
كما ذكر تورك أن التهديدات بشن هجمات مكثفة والتدمير المنهجي للمباني بأكملها وتهجير السكان وحرمانهم من المساعدات الإنسانية؛ كل ذلك يشير إلى الدفع نحو التغيير الديمغرافي الدائم في غزة، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي ويعادل التطهير العرقي.
من ناحيته، قال المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لايركه، في جنيف أمس الجمعة "إن الوضع بات الآن شاذا بشكل مروع، مما يستدعي ضرورة ممارسة الرأي العام بعض الضغط على القادة في أنحاء العالم".
على الصعيد ذاته، طالب قادة 7 دول أوروبية، أمس الجمعة، إسرائيل بالتفاوض بحسن نية لإنهاء حرب الإبادة التي تُشنّ على قطاع غزة منذ نحو 20 شهرا، ورفع الحصار عن القطاع.
جاء ذلك في بيان مشترك لقادة إسبانيا والنرويج وآيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا وسلوفينيا، أعلنوا خلاله رفضهم لأي خطط للتهجير القسري من القطاع أو إحداث تغيير ديمغرافي.
وقال القادة الأوروبيون السبعة في بيانهم المشترك "لن نصمت أمام الكارثة الإنسانية المصنوعة بأيدي البشر، والتي تجري أمام أعيننا في غزة".
وحذروا من أن "كثيرين آخرين قد يتعرضون للموت جوعا في الأيام والأسابيع القادمة ما لم تُتخذ إجراءات فورية"، ودعوا الاحتلال إلى التراجع الفوري عن سياساته الحالية، والامتناع عن تنفيذ عمليات عسكرية إضافية في غزة".
كما طلبوا "رفع الحصار بالكامل عن غزة، بما يضمن إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ومن دون عوائق إلى جميع أنحاء القطاع، من قبل الجهات الإنسانية الدولية ووفقا للمبادئ الإنسانية".
وشددوا على "ضرورة دعم الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية، بما في ذلك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وضمان وصولها الآمن وغير المقيد" إلى المحتاجين في غزة.