أحدثت جريمة تصفية شهيد القرآن الشيخ صالح حنتوس في منزله بقرية البيضاء بمحافظة ريمة صدمة مدوية تجاوزت حدود اليمن، لتتحول إلى قضية رأي عام محل إجماع غير مسبوق. الزخم الواسع في الإدانة جاء هذه المرة محليًا وعربيًا ودوليًا، وأشعل موجة استنكار شديدة ضد مليشيا الحوثي، حتى من أصوات وشخصيات محلية وعربية كانت حتى وقت قريب تُظهر التعاطف مع الجماعة أو تتجنب انتقادها بشكل مباشر. البيانات الصادرة من علماء، ومنظمات، وتقارير القنوات والصحف العربية والدولية، ومنشورات التواصل الاجتماعي، حملت لغة قوية ترفض الجريمة وتدينها باعتبارها انتهاكًا صارخًا لحرمة الإنسان والدين، ودليلاً إضافيًا على الطبيعة الدموية والطائفية للمليشيا، التي لا تتورع عن استهداف حملة القرآن ومعلميه. المفارقة أن أصواتًا ظلت سنوات تمدح الحوثيين أو تتعامل معهم بصمت مريب، خرجت هذه المرة عن دائرة المدح، ونددت بالجريمة ووصفتها بالعار في جبين المليشيا الحوثية. هذا الإجماع الكبير، وتصاعد الغضب الشعبي والسياسي على المستويين العربي والدولي، يكشف بوضوح، أن المليشيا لم تعد قادرة على خداع أحد بشعاراتها الطائفية، وأن ممارساتها الوحشية قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء، لتسقط كل الأقنعة التي حاولت تغطية مشروعها الكهنوتي العنصري، تحت لافتات عدة، آخرها القضية الفلسطينية، التي تزايد اليوم باسمها كذباً وزوراً.