أمر لا تخطيئه عين كل مراقب أو حتى مجرد مهتم بالشأن العام اليمني هو ذلك الحضور النشط والفاعل الذي يميز التجمع اليمني للإصلاح على عموم الرقعة الجغرافية لليمن خصوصاً المحافظات المحررة. ما زال الإصلاحيون ورغم كل التحديات متمسكون بحقهم في العمل السياسي الوطني دون كلل ولا ملل. هذه الديمومة تكشف مدى ما تمتلكه قيادة الحزب وأعضائه من رؤى حقيقية وجادة تمنحهم كل هذه الطاقة والزخم، وهو أيضاً ما يثبت بأن لدى هذا الحزب الكثير مما يود القيام به لخدمة هذا الوطن والتضحية في سبيله. طيلة العام بل لربما على مدار اليوم والساعة هناك أنشطة مختلفة يقوم بها منتسبو هذا الحزب وهذا أيضاً يؤكد فاعلية التنظيم وديناميكيته. منذ سيطرة المليشيات الحوثية طيلة إحدى عشر عاماً مضت تعرض الوطن برمته لهزة كبيرة أوشكت على تدمير كثير من أساساته وجعلته شبه مفكك سياسياً وعسكرياً وامنياً واقتصادياً ومعه تعرضت معظم المكونات والأحزاب السياسية لحالة من التشرذم أفقياً وراسياً. الإصلاح ربما هو الحزب الوحيد تقريباً الذي ظل موحداً ومتماسكاً تنظيمياً وفكرياً وقيادياً رغم كل ما تعرض له من حالة استهداف ممنهج على مستوى الرقعة الجغرافية اليمنية بمختلف تناقضاتها، هذه الظاهرة الإصلاحية النادرة باتت محل إعجاب وتقدير الكثير من المراقبين بل أنها أثارت استغراب وحيرة آخرين. هذه المسألة تجعل من الإصلاح وريث المشروع الوطني وتلقي على عاتقه مسؤولية إعادة ترميم ما دمرته معاول الخراب وتركته ايادي الفساد. إن على الاصلاح اليوم السعي الجاد مع كل صوت وطني للملمة شتات هذه الجغرافيا المجروحة ومداواة ما تحمله على ظهرها من آمال وطموحات لهذا الشعب العظيم وحضارته العتيقة.
ونحن اليوم نحتفي بالذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس هذا الحزب العظيم لن أبالغ إذا ما قلت بأنه قد أضحى مدرسة يجب الوقوف أمامها واستلهام الكثير من الدروس والعبر منها