حديثي عن الإصلاح بالنسبة لي، وفي ذكرى تأسيسه، هو حديثي عن نفسي، ومسيرة حياتي، وأعز علاقاتي على نفسي، وما أشرف به من مواقفي. فالإصلاح بالنسبة لي هو ساحة الجهاد التي أجاهد فيها ومن خلالها مع ربي ولأجل وطني. هو كل سنواتي الماضية بكل تفاصيلها، أحتاج لمجلد للحديث عن الإصلاح وعني. الإصلاح إخوة أحبهم حتى الثمالة ومحراب أعبد الله فيه، وسياسة أوجه من خلاله الفساد والتغول. الإصلاح آباء تتلمذنا على أيديهم، وإخوة نحبهم في الله، وأنصار تحمد الله أنك معهم. الإصلاح هو ذلك الشهيد الذي ذهب إلى ربه وتركك، والجريح والأسير الذي تشعر بنفسك صغيرا في حظرته، والداعية الذي ينير ظلمة الأيام، والأمل الذي ترى من خلاله مستقبل وطنك. الإصلاح أحبة لا حصر لهم وحب يحلق بك في الملكوت. من الصعب أن أكتب عن الإصلاح ولكني سأحاول.. الإصلاح بالنسبة لي: هو والدي الذي أحبه وأعتز به وأتشرف بالانتماء إليه، وأخي الذي أفضله على بقية إخوتي، وولدي الذي أعده ليسير على الدرب الذي ألقى الله وأنا راضي أنه سائر فيه. الإصلاح فيه أستاذي الذي بذل الجهد معي لتعليمي أمور ديني وحفظت على يده أذكاري، من حرص على ايقاضي كل فجر حتى اطمئن أنه قد أيقض منبه الفجر في قلبي. الإصلاح فيه رفيقي وسائقي وسكرتيري ومن آمنه على بيتي وعملي. الإصلاح هم أولئك النفر القليل من المرافقين الذين استبدلت بهم مئات المرافقين عندما كانت مخابرات وقذائف نظام علي صالح، تلاحقنا من موقع إلى آخر أثناء حرب الحصبة الظالمة. الإصلاح رفيقي الذي عندما قُدر أن أكون خارج اليمن كان هو رفيقي في هذه الهجرة والغربة. الإصلاح هو محرابي وساحة جهادي لخدمة ديني ووطني، وهو الجمعية الخيرية التي اطمئن لإنفاق مالي وجهدي من خلالها خدمة للمحتاجين، ووعاء البذل الأمين الذي أثق أن ما أضعه فيه سأجده يوم ألقى ربي. صحيفة أعمالي التي أرجو أن يتقبلها ربي مني وتؤنس وحشتي في قبري وأرفعها مبتهجا يوم حشري "هاؤم اقرأوا كتابيه". الإصلاح تهمتي التي أعتز بها من كثير من خصومي. الإصلاح.. آباء ومؤسسين كرام مضوا إلى بارئهم كالشيخ عبدالله، ومحفوظ شماخ، ومحمد جباري، وحمود الذارحي، ومحمد دماج، وعلي صغير شامي، وعلي وهبان العليي، وعلي محمد الصباري، وسليمان الأهدل، ومشرف المحرابي، ويحيى الشبامي، وغيرهم الكثير. وإخوة أحبه فقدناهم وساروا في دروب المجد والعز كحميد شحرة، وأحمد باحاج، وأمين الرجوي، ومحمد عشال، وحسن اليعري، وفيصل الضلعي، وعبدالرحمن بافضل، وطارق أبو لحوم، وعبدالعظيم العمري، وحميد القشيبي، وعبدالرب الشدادي، ونايف الجماعي، وربيش العليي، وصالح حنتوس، وغيرهم الكثير. الإصلاح كتلة الأتقياء في البرلمان اليمني، ورموز النزاهة والتميز في مواقع المسؤولية أينما كانوا. الإصلاح إخوة صدق ووفاء ونقاء في كل محافظة وعزلة وقرية وحارة في اليمن تعتز بهم وتفخر. الإصلاح صحابيات العصر وعنوان النبل والثبات. الإصلاح قيادة تحبها وتعتز بها حتى وأنت تعاتبها أو تختلف معها. الإصلاح هو شباب الساحات الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء، وهو قناة الثورة سهيل. وفيه رجال الشرف والثبات الذي لا يخلو منهم مترس من متاريس الدفاع عن الوطن وجمهوريته ومكاسبه، وهم أكثر من شُرد ومن نكل بهم وظلوا ثابتين. الإصلاح ذلك الرجل الستيني ذو اللحية البيضاء والوجه الوضاء المنير الذي تجده في بوابة مقر الإصلاح واهبا نفسه لخدمة الدين والوطن وأهل الصلاح فلا تمتلك إلا أن تقول في نفسك الحمد الله أنني مع هذا وأمثاله. الإصلاح خط واحد ووجه واحد رائد لا يكذب أهله. الإصلاح.. العالم العالمي الفذ عبدالمجيد الزنداني. العالم الرباني عبدالوهاب الديلمي. العالم المتواضع محمد علي عجلان. المناضل الجسور محمد قحطان. السياسي المرن أحمد القميري. رجل العمل الخيري المميز حميد زياد. رمز مقاومة تعز حمود سعيد المخلافي. قائد مقاومة تحرير عدن نايف البكري.. وغيرهم الكثير. الإصلاح وطن يبني وطن.. منهاج حياة وفقنا الله أن نختطه، ونسأل الله أن يثبتنا عليه حتى نلقاه.