الإيمان يمان .. هذا مصدر الفخر لليمن و اليمنيين ! و ليست هذه السطور للفخر أو التفاخر، و لكنها مدخلا للتذكير بضرورة إصلاح البوصلات المهترئة. تعز جزء من هذه البلاد التي و صفها الله جلّ في علاه" بلدة طيبة ورب غفور " و امتدح نبيه الكريم اليمنيين بأنهم :" أرَقّ قلوبا و ألين أفئدة".
أتذكر مقولة للشيخ الهندي الراحل أبو الحسن الندوي، الذي زار اليمن يوما، فقال مخاطبا اليمنيين؛ إعطونا هذا الحديت : " الإيمان يمان... " و خذوا منا ما شئتم.
تعز جزء من هذا اليمن السعيد الكبير ؛ حيث لكل مدينة أو منطقة ما تعتز به أو تفاخر ، و ما سبق و ذُكر تُفاخر به اليمن كلها.
اكتسبت تعز حب اليمنيين ، و استلفتت أنظار الجميع ، و امتدحها الكثيرون، فهي التي لا تسأل من أتى ليستوطنها، أو يسكنها؛ من أين..؟ أو لماذا..؟ أو كيف..؟
يكفي تعز أنها كانت مهبط معاذ بن جبل أول رسول لرسول الله يبعثه إلى اليمن، و لها أن تقول أنها كانت عاصمة الدولة الرسولية التي تمددت في أثرها و تأثيرها إلى خرج حدود اليمن الطبيعية شمالا، و شرقا، حتى كانت دول أسيوية تتملق سلطان بني رسول بالهدايا لمكانة الدولة الرسولية.
تعز ساهمت تخطيطا، و سارعت دعما لثورة أحرار 48، و كانت في عمق ثورة 26 سبتمبر 1962م. و تباهت وطنية، و فخرا يوم أن كانت قاعدة و منطلقا، و مأوى ثورة 14 أكتوبر.
تتباهى تعز اليوم شأنها شأن كل يمن التاريخ؛ أنها لم تتخلف في حاضرنا عن مقاومة المشروع الظلامي للحوثي ، إذ نهض أحرارها بوضوح لمنازلة مشروع النكبة الذي مَخَضَ به 21 سبتمبر الكارثة.
و لاتزال تعز (بأحرارها) حتى اللحظة، في مواقع الشرف و البطولة و التضحية؛ لا تلهيهم تجارة، و لا تثبطهم مناصب، ولا تغريهم مغريات عن جبهاتهم و متارسهم.
الجيش الوطني في تعز، و أمن تعز، و أحرار تعز، يلازمون مواقعهم، و واجباتهم، و جبهاتهم فتلك أولى أولوياتهم منذ اللحظات الأولى لغزو الحوثي لتعز في 20 مارس 2015م. لم يفتروا ، و لا تراجعوا ، و لا ملّوا ، و لا هم ممن يبحثون عن بطولات رخوة من وراء جُدُر، أو بمواقف تُصَنّع تصنيعا.. فليس هذا شأن الجيش أو الأمن أو الأحرار.
و إذا ما كان هناك أفراد، انحرفوا، أو أجرموا، أو نكثوا، فليس لهم في تعز مقام و لا مكان، و ليقف الجميع صفا واحدا ضد أي مجرم كائنا من كان.
لافتات، و عناوين، و مسميات كثيرة تتولدها (الفَرْغة) بينما اللافتة الواضحة ؛ انبثقت مبكرا : كلنا مقاومة ! و ليس من البطولة في شيء أن نخدع أنفسنا و نخدع البسطاء ، بما يصرفنا،أو يصرفهم عن المكان الفرض، و هو الجبهات.
مسميات ، و لافتات ، و عناوين،و قنوات للتباكي، و ذرف دموع التماسيح على تعز، و تقديم تعريف استعدائي لتعز، و سردية حاقدة عنها، و تصويرها بما يهدف إلى تشويهها، و التشهير بها، خدمة لأجندات مشبوهة، أو مواقف مغرضة .. كل هذا عمل قبيح يحاول أن يطاول نجومية تعز ، و يحجب شمسها بغربال ، أو يمحو بطولتها بالزيف و الأكاذيب.
تعالوا نسأل، و نتساءل من أين جاء هولاء الذين ظهروا فجأة مُتَنَمّرين ضد تعز : جيشا و أمنا، و أحرارا ؟!! كيف ظهروا جميعا في وقت واحد، و كل واحد منهم تناول تعز من جهة؟ مَن أيقظهم من مرقدهم ، و كأنهم أحمر عاد، يودّ أحدهم لو تعاطى فعقر ..!!
هذه السطور على كل حال ليست لنُعرّف من خلالها بتعز، فالمُعَرّف لا يُعَرّف ؛ و إنما أرادت أن تنبّه عن مخطط مشبوه ، و أجندة خادمة للحوثي مقدماتها تشويه تعز، و التحريض عليها، و التشهير العدائي بالجيش الوطني،و الأمن،و كل أحرارا تعز، و هي خدمة غبية و مجانية للحوثي.