احتفلت تعز واليمن وساحات الثورة بإحياء الذكرى الأولى لمحرقة ساحة الحرية بتعز ....لقد وضع لنا الطغاة والقتلة تواريخ وأعيادا ...نعم هي مناسبات حزينة، لكنها محطات تشحذ العزيمة وتذكر الناس والأجيال ببشاعة الجرائم والمجرمين ... كانت مجزرة ساحة تعز مثل مجزرة جمعة الكرامة وأخواتها.. كلها تعبر عن الفزع من ثورة الشعب، والتشبث بالسلطة والنفسية المجرمة التي أرادت أن تعطي صدمات رهيبة لتطفي وهج الثورة، فقد كان هدف إحراق ساحة الحرية بتعز لخصوصيتها وحضورها ودورها التاريخي في الثورة والوحدة ولكونها مكانا يلتقي به كل أبناء اليمن... فتعز لا تمثل منطقة أو قرية، وإنما رمزا لثورة اليمنيين ووحدتهم وتاريخ نضالهم؟! من ثورتي سبتمبر وأكتوبر و11فبراير الشعبية ؟! ولهذا كان استهداف تعز استهدافا لرقبة الثورة ؟ لكن المحرقة لم تطفئ وهج الثورة بل زادته اشتعالا ولم تضعف الثوار وإنما منحتهم قوة إضافية ... ولم تفرقهم بل وحدتهم ... يوم الثلاثاء الماضي لم يكن احتفالا عاديا بل تجديدا للثورة وعرسا بهيجا للساحات وكانت ساحة تعز عروسة هذه الساحات بفعل المحرقة وثبات أبناء المحافظة وحفاظهم على سلمية الثورة وزخمها.. يعلمنا مثل هذه الاحتشاد العارم وهذه المشاركات الشعبية المشقرة بالقوة الثورية أن الشعب يعي تماما أن الثورة الشعبية ليس عملا وقتيا وإنما شعلة مستمرة وأن الثورة الشعبية ما قامت ليعود الطغاة من الباب أو الطاقة .. إنها استمرارا لقوة المجتمع وديمومة يقظته الجارفة لقمامات الماضي ووحل الفساد؟! [email protected]