لقد ثار تصدر الحالمة تعز للمشهد الثوري غضب الحاكم وأعوانه ما دفعه لإحراق ساحة الحرية فيها...في الذكرى الأولى لمحرقة ساحة الحرية بتعز نستطلع آراء ومشاعر عدد من الثوار بساحة التغيير بصنعاء. دليل على لا أنسانيه النظام د. محمد الظاهري أستاذ العلوم السياسة في جامعة صنعاء قال: إن محرقة تعز تدل على لاإنسانية النظام السابق من جهة وثورية أبناء تعز من جهة أخرى، فلقد كان لثوار وثائرات تعز السبق في الثورة والفعل الثوري وبالتالي صب النظام السابق غضبه عليهم. ولقد كشفت محرقة تعز بأن أعداء الثورة يفتقدون لأخلاق الفروسية والفرسان، فكيف يجرأون على حرق ساحة مليئة بالشباب والمعاقين ستظل محرقة تعز شاهدة على بشاعة أعدائها. إن محرقة تعز فضحت النظام السابق، بل وكشفت عن النقاب الدولي المتخاذل الذي لم يحرك ساكنا آنذاك، بل وأظهر تبلداً أخلاقياً لدى الفئة الصامتة من اليمنيين واليمنيات.. لقد شعرت حينها بأن تعز الحالمة ثائرة تتصدرنا في دفع ضريبة الثورة ومهر التغيير. منعطفاها ما في مسار الثورة د. عبد الله ناشر رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة من جانبه قال: لم تكن محرقة ساحة الحرية بتعز سوى تعبير سلوكي عن مخزون الحقد والغدر الذي تميز به النظام السابق، وخاصة تجاه الحالمة تعز. كما لم يكن الحدث عابراً، بل كان مخططاً مدروساً تم اختباره في ساحة الحرية بتعز، وفشل فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافه؛ لأن المحرقة لم تزد شباب الثورة إلا إصراراً وثقةً. لقد شكلت محرقة ساحة تعز منعطفاً هاماً في مسار الثورة يكاد يكون مشابهاً لجمعة الكرامة، ذلك أننا كثيراً ما واجهنا في الساحات، لاسيما في الأشهر الأولى للثورة، تهديدات متواصلة بإحراق الساحات بمن فيها، ولم يكن التصور واضحاً بما ستؤول إليه الأمور لو أقدم النظام على مثل تلك الحماقة، ليس من باب استمرار الثورة فذاك أمر لانقاش فيه، بل من باب كم ستكون حجم الكارثة. وبإقدام النظام على إحراق ساحة تعز سقط ذلك الخيار كفزاعة للنظام تماماً، عملاً بالمثل القائل من تعود السم أكله؛ لذلك كانت ردة فعل الثوار على إحراق الساحة إصراراً كبيراً على مواصلة الثورة والانتصار لأهدافها النبيلة، إلا أن رد الفعل كان أكبر في تعز؛ ذلك أن الحدث دفع ببعض أبنائها - المدنيين ثقافةً وسلوكاً - إلى إعادة التفكير في مسارهم الثوري، ونتج عنه خروج مجموعة منهم من الساحة ليعودوا من جديد، ولكن حول الساحة وليس داخلها، حاملين أسلحتهم الشخصية وعاقدين العزم على تحمل مسؤولية حماية الثورة وسلميتها، وهو سلوك مبرر للدفاع عن النفس ولايستطيع أحد أن يقول إن ذلك خروج عن سلمية الثورة، برغم مساوئ ذلك الخيار إلا إذا كان مزايداً وممن يدافعون عن النظام الإجرامي البشع. من الصعب أن يصف المرء بشاعة الحدث فهو فوق القدرة على الوصف. فكيف لإنسان أن يحرق إنسانا مثله، وستكون الإجابة على درجة من الصعوبة لو علمنا أن من بين المستهدفين بالحرق عاجزين عن الحركة ولايملكون وسيلة للنجاة بأنفسهم، في الوقت الذي يحمل فيه الآخر كل وسائل القتل والتدمير. الآن وبعد مضي سنة كاملة على المحرقة، ما الذي يمكن لنا أن نعمله؟ أعتقد أن هناك الكثير مما يمكن عمله في هذا الصدد، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: السعي لتخليد الذكرى كي تصبح تذكاراً لمن قضوا فيها، وشاهداً حياً على سلمية ثورة 11 فبراير، كما ستكون دليلاً على بشاعة النظام الذي قامت الثورة عليه. كذلك ينبغي التحرك لملاحقة من ارتكبوا المحرقة. جريمة في ذاكره اليمنيين نادية عبد الله عضو المركز الإعلامي لشباب الثورة بصنعاء تحدثت بالقول:كانت ليلة مؤلمة ومرعبة جداً طوال الليل ظللت أتابع الأخبار على صفحات النت لست مصدقة ما يحدث كيف تجرؤ قوات النظام السابق على القيام بهذا العمل الإجرامي كيف يجرؤون على اقتحام ساحة الشباب ويفكرون بنزعهم بالقوة من ساحتهم وإحراقهم بخيامهم جريمة لن تنسى أبداً ستظل بذاكرة الشعب اليمني ستظل بصمة عار على جبين النظام السابق. كانوا يؤمنون أن تعز هي بني غازي اليمن ويدركون جيدا إذا دفنت الثورة بتعز فسوف تدفن في بقية محافظات الجمهورية ويدركون جيداً أن ثوار تعز لم يخرجوا بالثورة من أجل أغراض مناطقية أو طائفية أو حزبية، وإنما خرجوا من أجل اليمن، من أجل دولة القانون والمواطنة المتساوية، فأول اعتصام بدأ بتعز بساحة الحرية فمعنى القضاء على الثورة بتعز يعني القضاء على الثورة كاملة ودفنها؛ لذلك خططوا لإحراق الساحة وإنهاء الثورة بتعز ظناً منهم أن الثورة هي ساحة فقط لم يفهموا أبداً أن الثورة بقلب كل يمني ثائر حر وأن الساحة مجرد مكان رمزي يعين الثوار على التجمع والتنظيم فقط والانطلاق منها إلى المسيرات المليونية والتصعيد الثوري، ولكن بعد تلك الجريمة البشعة والحقد الأسود الذي ظهر بتلك الليلة المرعبة وإحراق الساحة وقتل عشرات الشباب واعتقالهم وجرحهم واقتحام المستشفيات، ونهب كل ما في الساحة تحولت تعز، كلها إلى ساحة حرية وستظل تعز هي بن غازي اليمن برغم كل المحاولات من النظام السابق للقضاء على الثورة وستظل الثورة مستمرة حتى تتحقق جميع أهدافها .... مجزره الحقد نوفل الرفاعي أحد الشباب الناشطين في الساحة من جانبه قال: لقد كانت مجزرة ساحة الحرية بتعز هولوكوست هذا العصر لقد استشرى فيها الحقد بأبرهة اليمن ليهدم قبلة القيم والمبادئ والثورة والعلم والتنوير التي طالما وقفت في وجهة مشاريعه لقد خرج حقده الأسود في تلك الليلة لينفذ عملاً إجرامياً بحق الإنسانية أولاً واليمن ثانياً التي طالما سقاها من علقمه. تعز صرخة الحرية أما محمد عبدالتواب الأصبحي مسئول اللجنة الإعلامية للثورة الشبابية الشعبية السلمية ساحة التغيير صنعاء فقال: التاسع والعشرون من مايو 2011م هو الذكرى الأولى لمحرقة ساحة الحرية وهي المحرقة التي أدمت قلوب العالم والتي تفوق ببشاعتها كل جرائم العصر. لقد تم الهجوم الغادر على المعتصمين سلمياً بساحة الحرية بكافة عتاد الأمن وبعض وحدات الجيش من دبابات ومدرعات وجرافات وشتى أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة والمتوسطة بحق المعتصمين وبحق الثورة هي من عجلت بانتصار الثورة ...قسما أن هذه الثورة انتصرت بسبب ما مورس ضدها من قمع, وإرهاب, وترويع يدل دلالة واضحة، وبما لا يدع مجالا للشك بأن هذه الثورة عظيمة، وبأن مطالبها مشروعة عشرات الشهداء ومئات الجرحى وقوائم المفقودين ومحرقة عاشتها تعز ليلة عصيبة قاتمة السوداوية والألم، لقد دفعت تعز ثمناً باهظاً وفادحاً لزيادتها في إشعال وتوهج الثورة وسلميتها المفرطة. إن تعز كلها من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها أصبحت ساحة حرية، لقد ظن أنه بإحراقه الساحة قد أحرق الثورة غير مدرك أنه قد أشعل (ثورات) في القلوب و(انتفاضات) في الأرواح لن تهدأ إلا بعد أن يحاكم كل من هو مسئول عن هذه المحرقة.. وصمة عار باسم الحكيمى أحد قيادات 3 فبراير تحدث بالقول: في تاريخ 29-5-2011م وقعت مذبحة بشرية وجريمة مكتملة الأركان، المكان ساحة الحرية بتعز. في مثل هذا اليوم أصدر النظام السابق الأوامر باقتحام ساحة الحرية وإحراق كل من فيها دون رحمة أو شفقة معتقداً أنه إذا نجح في اقتحام الساحة فإن زخم الثورة سوف ينتهي على غرار ما حصل في دوار اللؤلؤة في البحرين؛ ولأن ساحة الحرية بتعز كانت تمد كل المحافظات بالزخم الثوري؛ ولأن تعز فيها مخزون بشري وطاقة ثقافية ومخزون هائل من الشخصيات ذات القدرات العلمية العالية جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن فزادت الثورة في تعز عنفوانا وانتقلت من ساحة الحرية إلى كل الشوارع والحارات والبيوت وانتفضت تعز عن بكره أبيها وسطر شباب تعز بطولات أسطورية وملحمة تاريخية ومضى قطار الثورة بعد المحرقة بسرعة كبيرة وترسخت القناعات لدى الشعب بأن هذا النظام يجب إسقاطه بكل أركانه ومحاكمته على جرائمه التي اقترفها طول 33 سنة. مجمل القول أن محرقة تعز ستظل وصمة عار في جبين هذا النظام ومدرسة بطولية يدرس فيها الأجيال دروس التضحية والفداء.