تحل اليوم الذكرى السابعة عشرة لرحيل المهندس القائد في كتائب عز الدين القسام الشهيد يحيى عياش من قرية رافات غرب مدينة سلفيت شمال الضفة الغربيةالمحتلة، ويتذكره أهالي قريته وضفته ووطنه بالمزيد من الفخر والاعتزاز . في مثل هذا الوقت وتحديدا في (5-1 -1996) استشهد مفجر الاستشهاديين يحيى عياش ، ببيت لاهيا شمال قطاع غزة والذي نجح في نقل المقاومة الفلسطينية نقلة نوعية وطورها بسرعة لافته، وجعل كل المستوطنين في دولة الاحتلال يفكروا جديا بهجر دولتهم المزعومة، وقرب لحظة زوالها . وبرغم رحيل البطل عياش إلا أنه وهو حتى في قبره كان يرعب الاحتلال الصهيوني ؛ قد نفذت كتائب عز الدين القسام سلسلة من الهجمات ثأرًا لاغتيال يحيى عياش أدت إلى مصرع نحو 70 صهيونيًا وجرح مئات آخرين، وكان يقوم بشكل رئيسي على تلك العمليات البطل الأسير حسن سلامه من قطاع غزة . وقد صرح رئيس دولة الاحتلال وقتها اسحق رابين بانه عجز عن وقف العمليات الاستشهادية قائلا بأنه لا يمكن وقف من يريد الموت لان أقسى عقوبة يمكن أن تحصل للإنسان هي الموت، والاستشهادي يريد الموت . وبرغم مرور 17 عاما على استشهاد البطل القائد يحيى عياش ألا أن تلامذته نجحوا في ضرب قلاع دولة الاحتلال خلال عملية حجارة السجيل التي انتصرت فيها المقاومة وأفشلت أهداف العدوان . ففي تاريخ (21 -11-2012) وفي يوم الاربعاء اليوم الثامن والأخير لحجارة السجيل والتي أطلق عليها الاحتلال "عامود السحاب "نجح فلسطيني من الضفة الغربية في تفجير حافلة تقل المغتصبين الصهاينة في تل الربيع تل الربيع "تل ابيب" ، نصرة لغزة التي كانت تتعرض للقصف من قبل جيش الاحتلال الصهيوني، بعدما نجحت كتائب القسام في دك الربيع "تل ابيب" بصوريخ ام 75 وأرعبت دولة الاحتلال وقلبت حساباتها . وترجع بدايات المهندس مع العمل العسكري إلى أيام الانتفاضة الأولى وعلى وجه التحديد عامي 1990-1991م، إذ توصل إلى مخرج لمشكلة شح الإمكانات المتوفرة وندرة المواد المتفجرة وذلك بتصنيع هذه المواد من المواد الكيماوية الأولية التي تتوفر بكثرة في الصيدليات ومحلات بيع الأدوية والمستحضرات الطبية؛ فكانت العملية الأولى بتجهيز السيارة المفخخة في رامات أفعال، وبدأت إثر ذلك المطاردة المتبادلة بين يحيى عياش والاحتلال الصهيوني وأجهزته الأمنية والعسكرية . وقد قال الجنرال أمنون شاحاك رئيس أركان الجيش الصهيوني السابق"إن "إسرائيل" ستواجه تهديدًا استراتيجيًّا على وجودها إذا استمرَّ ظهور أناس على شاكلة المهندس". وقال عنه جدعون عزرا نائب رئيس المخابرات سابقًا"إن احتراف المهندس وقدرته تجلَّت في خبرته وقدرته على إعداد عبوات ناسفة من لا شيء ". ويتذكر ال 12 مليون فلسطيني يوم عرس الشهادة ليحيى عياش؛ حيث خرجت غزة عن بكرة أبيها لتوديعه في مسيرة لم تشهد لها فلسطين مثيلا عبر تاريخها، وهو ما أذهل دولة الاحتلال والغرب عموما من الإجماع الفلسطيني على خط المقاومة لتحرير فلسطين وبشكل تلقائي وعفوي .