أعلن المركز الاعلامي للتنمية المستدامة اليوم عن بدء تنفيذ مشروع التوثيق الفوتوغرافي للإجراءات العشوائية والاستحداثات التي باتت تهدد مدينتي صنعاء القديمة ومدينة "زبيد" التاريخيتين بالشطب من قائمة التراث العالمي . وقال رئيس المركز الاعلامي للتنمية المستدامة محمد الحيدري في تصريح صحفي إن المشروع الذي ينفذه المركز بالتعاون مع منظمة اليونسكو يهدف بشكل رئيسي الى خلق حركة وعي عام بأهمية الحفاظ على المدن التاريخية وإشراك جميع قطاعات المجتمع في حماية المعالم الاثرية باعتبارها مورد حضاري واقتصادي وطني هام .
وأكد الحيدري ان فريق صحفي متخصص بالتوثيق الفوتوغرافي سيقوم بالزيارات الميدانية لمدينتي "زبيد" وصنعاء القديمة وتصوير ابرز المعالم الاثرية التي تشكو من سوء الصيانة والمباني المستحدثة ومن ثم نشرها إعلاميا من خلال التشبيك مع وسائل الاعلام .
وقال رئيس المركز الاعلامي للتنمية المستدامة ان الهدف من نشر تلك المخالفات عبر وسائل الاعلام يأتي في إطار إطلاع الرأي العام على تلك المخالفات وإشراكهم في حماية المعالم الاثرية والحفاظ عليها وممارسة الضغط على السلطات لاتخاذ إجراءات عاجلة لإعادة ترميم وصيانة المباني الاثرية وإزالة المستحدثات التي تخللت مدينتي صنعاء القديمة وزبيد التاريخية قبل شطبهما من قائمة التراث العالمي .
وأوضح الحيدري أن الفريق الصحفي الذي سيقوم بالزيارة الميدانية للمدينتين سينفذ ايضا عدد من التحقيقات الصحفية الاستقصائية والاستطلاعات الميدانية التي ستشمل اراء جميع الاطراف ذات العلاقة للوقوف على الاشكاليات التي يواجهها سكان المدن التاريخية ومعرفة المسببات الحقيقية لتلك الاشكاليات .
وأضاف: أن المخالفات التي سيتم حصرها وتوثيقها ستطرح على لقاء تشاوري سيتم الترتيب لعقده في مايو القادم وسيضم المعنيين في القطاع العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني لمناقشة الاشكاليات التي تواجهها المدن التاريخية ومعالمنا الاثرية بشكل عام .
من جهته دعا الامين العام لمنظمة اليونسكو في صنعاء الدكتور احمد علي المعمري الجهات الحكومية المعنية باتخاذ اجراءات عاجلة وفورية لمعالجة الاشكاليات وإزالة المخالفات التي تواجهها مدينتي صنعاء القديمة وزبيد التاريخية قبل شطبها من قائمة التراث العالمي مشيرا الى أنه بإمكانية الحكومة اليمنية تقديم طلب مهلة من منظمة اليونسكو لمدة عام لإزالة تلك المخالفات نظرا للظروف التي تمر فيها اليمن خلال الفترة الانتقالية .
وقال المعمري أن المشروع الذي ينفذه المركز الاعلامي للتنمية المستدامة بالتعاون مع منظمة اليونسكو يأتي في إطار برامج التعاون والشراكة التي تنظمها اليونسكو مع مؤسسات المجتمع المدني في اليمن للحفاظ على الممتلكات التاريخية والثقافية مشيرا الى أن هذا المشروع يعد من افضل المبادرات التي قدمتها مؤسسات المجتمع المدني لما يحققه هذا المشروع من الإشراك الفعلي للجماهير والجهات ذات العلاقة في الحفاظ على الممتلكات الاثرية والتاريخية لليمن .
يأتي هذا في الوقت الذي كانت منظمة اليونسكو قد وجهت تحذيراً إلى الحكومة اليمنية بشطب مدينتي زبيد التاريخية وصنعاء القديمة من قائمة التراث العالمي نتيجة استمرار المخالفات والبناء العشوائي الذي أدى إلى تشويه كامل للتراث المعماري.
وطالبت المنظمة الحكومة اليمنية بتقديم تقرير شامل عن حالة صنعاء القديمة ومدينة زبيد وعن اجراءات إزالة المخالفات وكل ما يهدد التراث الحضاري والإنساني في المدينتين.
هذا وكان قد سبق أن منحت منظمة اليونسكو اليمن 4 فرص سابقة، لإزالة المخالفات في المدينتين التاريخيتين دون أن تتخذ صنعاء أي إجراءات ميدانية عاجلة وملموسة لحماية التراث من زحف المباني الأسمنتية التي انتشرت بشكل كبير. وأعطت اليونسكو السلطات اليمنية فرصة أخيرة تنتهي في يونيو المقبل موعد انعقاد الدورة ال 37 للمنظمة.