ثمة من يجيد مهنة الصمت مثلما يجيد الآخرون الصراخ في كرنفالات البوح الصاخب تتمايز الأصوات موحية بم لم تسطع الأكف الوصول إليه. وفي لحظات الإيغال في تصميم المعنى المراد يختصر بائع الأحذية في أحد شوارع صنعاء الطريق بقوله: إما أن ينجح مؤتمر الحوار أو (نتصابط) من جديد. ........................................... بإمكاننا عد الأصوات المرتفعة معايرة المحتجين أو المنددين والمطالبين والمعارضين و.......... وما لم نعمل له حسابا إلى الآن هو: هؤلاء الصامتون .......................................... أو نتصابط تعبير بسيط لكنه مخيف في الوقت نفسه من حيث صدقه وبساطته ومن حيث موضوعيته فالخيار الأخير إن فشل مؤتمر الحوار الوطني لاسمح الله هو المصابطة على طريقتهم ................................................ حذار من تكرار التجارب وركوب المركب العطب فانتظار الصدف وتوقع الحظ الحسن ومنطق العوافي لا مكان له في إدارة الدول وتسييس الشعوب ونتائج الهروب إلى الأمام والمراهنة على الوقت عكسية غالبا. لا مكان هنا للخطوات المفاجأة والتكتيكات من قبل طرف ما لتحسين موقف التفاوض على ما يعتقد هذا الطرف أو ذاك ، فما يحصل هنا حوار مشترك بين الجميع دون الحرص على تحقيق نقلات أو مواقف، وليس التفاوض بما يحمله من معان مختلفة من بينها الرجوع إلى النقطة الصفر لا مكان هنا للتراجع لأنه يعني الانتحار للجميع. في محطاتنا التحاورية الماضية على امتداد تأريخنا كان الإخفاق في النهايات دائما وكان السبب الرئيسي للإخفاق تحويل الحوار إلى مفاوضات ومن ثم التمترس وراء مطالب حجرية لاتقبل الأخذ والعطاء وكانت النهاية احتراب ولنا في التأريخ عبرة. سنفقد لو دخلنا في دوامة الصراع لا سمح الله أضعاف مانفقده في مخرجات الحوار من المكاسب التي نحرص عليها اليوم.
............................................ الانتماء إلى الثورة لا يعني لدى الشعوب: (اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم) وفي استلهام الأهداف يكون في طليعتها الأمن والأمان ( أطعمهم من جوع ، وآمنهم من خوف) ................................................ ما من منطق يقنعنا بتأجيل تنفيذ النقاط العشرين وال11 وما من منطق يقنعنا بتأجيل حماية شبكة الكهرباء وأنابيب النفط إلى مخرجات الحوار حيث يباشرنا الإعلام بأسماء المعتدين إلى الجد الرابع ثم تصمت الجهات المعنية تجاه الإجراءات المتخذة ضدهم عندما يمنعون فرق إصلاح الكهرباء أو أنابيب النفط من الوصول إلى مواقع العطب، بما يعني تحد صارخ للدولة. من الشعب ان يعرف بالتفصيل ما المانع من اتخاذ الإجراء المناسب والرادع أي قوة تلك سواء كانت سياسية أو قبلية أو مناطقية تحمي هؤلاء المخربين؟ من حق الشعب أن يعرف ولا يكفي الظلام الزائر بلا انقطاع مخبرا عما حصل! فجيوش الظلام الزاحفة على مدن اليمن كل مساء تنبؤنا عن قوة من التخريب ضاربة كفيلة بإسقاط صنعاء او عدن أو أ ي