أقام شباب الثورة السلمية صباح اليوم مؤتمراً صحفياً لكشف خفايا عودة ظاهرة اختطاف شباب الثورة وتهديدهم على يد التحالف الجديد لقوى الثورة المضادة. وفي جلسة الاستماع والمؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر نقابة الصحفيين اليمنيين، حذرت حورية مشهور وزيرة حقوق الإنسان من خطورة عودة ظاهرة الاختطاف للثوار بعد مضي عامين على قيام الثورة وفي ظل رئيس وحكومة جديدة اتت بفضل تضحيات ونضالات شباب الثورة، داعية كافة الجهات المعنية الى القيام بدورها في توفير الامن والحماية للثوار وتعقب عصابات الخطف والقتل وإنزال اقسى العقوبات بحقها.
وأكدت مشهور تعرضها لمثل هذه التهديدات أثناء ما كانت تذهب إلى ساحة التغيير بصنعاء خلال أيام الثورة ، وأضافت : حينما ذهبنا إلى الحوار والشباب كانوا في الساحات والشباب ضحوا بأنفسهم وحياتهم ودمائهم وأوقاتهم ولم نقبل بالحوار إلا بعد يقيننا من صعوبة الحسم الثوري لان تكلفته كانت عالية ونظام صالح كان يؤكد أنه لن يفرط بالسلطة وسيضحي بالبلاد والعباد مقابل عدم تخليه عن السلطة.
وأشارت وزيرة حقوق الإنسان إلى أن النظام السابق لم يقدم على الحل السياسي إلا لكسب الوقت ولم تكن لديهم نية للحل على أمل إرباك المشهد والعملية الانتقالية والرجوع إلى المربع الأول.
وكشفت الوزيرة عن حملة مضايقات تعرضت لها شخصياً منذ توليها حقيبة وزارة حقوق الإنسان بشكل كبير في الصحف والمواقع الاخباريه الإلكترونيه ومواقع التواصل الاجتماعي وعلى أرض الوقع من قبل اتباع النظام السابق، مؤكدة أن النظام السابق وتحالف الثورة المضادة يسعون لإفشال العهد الجديد ولا يريدون لأي وزير من وزراء الثورة أن يقدم نموذج مشرف.
وقالت وزيرة حقوق الإنسان:"حتى وأنا وزيرة لم يحمني القانون ولا بد للثورة أن تستمر على الفاسدين في كل مكان"، وأضافت :استحي كمواطنة يمنية أن نتسول من الدول الأخرى والموارد كثيرة في هذه البلاد ويخجلني كثيرا أن الهند تعطي اليمن 2 مليون دولار لأجل القمح بينما الهند يوجد فيها مليار نسمة، بينما أموال الشعب المنهوبة في بنوك أوروبا وأمريكا وسويسرا في حسابات اللصوص والفاسدين ".
وفي المؤتمر تحدث خالد الأبارة (أحد شباب الثورة الذين تم اختطافه مؤخراً) عن حادثة اختطافه والتي قال إنها استمرت لمدة ساعتين، واصفاً إياها أنها لم تكن كأي ساعتين ولقد أثرت عليه كثيرا حيث تم اختطافه من قبل عصابة مسلحة على متن سيارة سوناتا أثناء خروجه من مقر عمله.
وأشار الأبارة إلى أنه " تم تغطية عيوني وأنفي ودخلت في غيبوبة ولم أصحو إلا وأنا في مكتب مظلم، وتم تهديدي بالقتل إذا لم أنفذ ما يطلب مني " .
وتابع قائلاً : " تم إعطائي مادة ليس لها طعم ولا رائحة وبعد ان شربتها أصبت بالتشنج في جميع أطرافي وفقدان التركيز والذهن وكنت أتصرف بلا إرادة، وكنت أنفذ كل ما يطلبونه وتم تصويري لمدة ثلاث دقائق وانا بدون ملابس " .
وأردف الأباره الأبارة بقوله " حينها ارتسمت أمامي صورة أولادي وشعرت بانهيار نفسي غير طبيعي لم يحدث لي من قبل، وكنت أبحث عن شيء يدلني على الجناة لم استطع التعرف على شيء وكان المجرمون ملثمون ولا يظهر إلا أصابع أيديهم وأعينهم فقط وما استطعت ملاحظته أني كنت في بدروم وصعدنا درج " .
وأضاف : " بعد رؤيتهم لبعض أعمالي الثورية كتصاميم تدعو لمكافحة الفساد ووثائق متعلقة بقضايا فساد والتضامن مع شباب الثورة تم إجباري على حذف صفحتي في الفيس بوك "، بعد ذلك خرجنا إلى شارع ضيق مظلم عرفت انه جوار مستشفى الشرطة وتم وضع وجهي إلى الجدار وطلب مني عدم الالتفات أو إصدار أي صوت وتم تهديدي بتفجير رأسي إن قمت بأي حركة، وكنت حينها ارتعش بقوة، وبعد أن رموني في ذلك الشارع وفروا هاربين أوقفت سيارة أجرة لأذهب إلى البيت ولكني لم أعد أتذكر موقع المنزل ولم استطع إلا تذكر اسم بوفية جوار منزلي، وعندما اقتربنا من البوفية عرفني صاحبها وبعد ان أخذوني إلى المنزل كنت أحاول فتح باب البيت المجاور لبيتي نظرا لفقداني التركيز ومن شدة الخوف والارتباك، وبعد حضور عبدالله غراب وهاشم الابارة تم أخذي إلى المستشفى وتم إعطائي 13 إبرة لسحب التسمم من الدم.
وأعتبر الأبارة أن الهدف من عملية الاختطاف هي إيصال رسالتين هي إذلالي نفسيا والرسالة الثانية لشباب الثورة وان ما حدث لخالد الأبارة سيحدث لأي شخص منكم.
وقال خالد الأبارة إن هذه التصرفات لا تقوم بها إلا عصابات إجرامية منظمة محترفة، ولم يستبعد أن تقوم هذه العصابة الإجرامية باستهداف حرائر الثورة، وتهدف العصابة إلى إحداث شرخ في المشهد السياسي.
وفي المؤتمر الصحفي تم الاستماع إلى عدد من شهادات من تعرضوا لمحاولات التهديد والاختطاف والذين كان من ضمنهم نجل الإعلامي ياسر المعلمي وذلك بهدف الضغط والإذلال لوالده والتأثير نفسيا على أسرته.