حينما كنت طفلا كنا نلعب لعبه اسمها حكومه ومقاومه وهذه اللعبه في المناطق الوسطى فقط....واللعبه تعتمد على فريق يهرب والاخر يلاحق الهاربين وفي حالة الامساك بالخصم يتحولوا الى أسرى ويتم تعذيبهم من قبل الفائز هذا باللعبه الطفوليه. لكن كبار السن عندنا يعرفوا انها تجسيد للحقيقه للأسف كل هذه الحروب وكمية الارامل والايتام في المناطق الوسطى لم يلتفت اليهم احد ولم يقل شخص ما. ان هناك جيش من المقهورين وان النسيج الاجتماعي مفتت بفعل تلك الحروب الصامته.ولا يخفى عليكم ان تجار السلاح في الفتره القتاليه تلك هم الاكثر استفاده من تلك الحرب العبثيه.نعم انها عبثيه فقد قتلت المشائخ. الحقوقيين وهم من كانوا يدافعوا عن المظلومين ولكن ما يحز بالنفس ان المناطق الوسطى تئن تحت وطأت التهميش لكوادرها وبالطبع اغلبهم اولاد من قتلتهم الحكومه والجبهه آنذاك. وفي الحوار الوطني لم تثر هذه القضيه ولم يتم ادراجها ضمن العداله الانتقاليه وهو الامر الذي كان كجزء من الحل تعويضات ومساعدة الأسر التي تضررت وكذلك النسيج الاجتماعي بحاجه الى اعادة لحمته وخلق حاله من الطمأنينه بوجود عداله انتقالية. و احتراما لتضحيات الشهداء من طرفي ذلك الصراع هو العمل التنموي واعادة نفوذ المناطق الوسطى في المشاركة بأتخاذ القرار ففي هذه المناطق ترزح قيادات اكفاء في العمل السياسي ولديهم خبره من الصراعات وخبرة ان التعايش والمدنيه هي الحل السليم لنهوض البلد والتحول الحقيقي للديمقراطيه. اخيرا اتمنى ان يتم مناقشة هذه القضيه وحلها ضمن الحل الشامل لمشكلات اليمن لاحقا .