قلت للمسئولين الأمريكيين في وزارة الخارجية بواشنطن في 5 / 12 / 2013 عندما طلبوا الاجتماع معنا وكنا 4 من الناشطين الحقوقيين الذين اتوا من اليمن "ان اخطر ما يسئ للعلاقات اليمنيةالامريكية هو استخدام الطائرات بدون طيار والتي تدعي انها تكافح الارهاب ويسقط في غاراتها تلك الكثير من الابرياء فضلا عن كون هذه الغارات في الاساس تتم بالمخالفة حتى للقانون الامريكي كونها تقوم بالقتل خارج نطاق القضاء والقانون ..".. بكل تأكيد ان هذه الكلمات لم ترق للمسئولين هناك ..لكنهم استمروا بالاستماع الينا وهم غير سعداء بهذا الطرح وقد تم الاستدلال على كلامنا ذلك بانه بعد ان قتلت احدى الغارات الامريكية في اليمن انور العولقي القيادي في القاعدة قبل سنوات وهو يحمل الجنسية الامريكية اعترضت العديد من منظمات حقوق الانسان الامريكية حينها باعتباره مواطنا امريكيا وما كان يجب قتله بتلك الطريقة وبدون محاكمة ..حاول الطرف الامريكي التخفيف من حدة النقاش وقالوا لنا ان اجراءاتهم تلك تتم بالتنسيق مع الحكومة اليمنية وان قتل هؤلاء الذين ينتسبون للقاعدة فيه خدمة للشعبين الامريكي واليمني ... تذكرت هذا الحوار وانا اسمع ما حدث يوم الاربعاء 5 / 3 / 2014 عندما جاءت غارة امريكية بدون طيار على محافظة الجوف وقتلت 3 اشخاص يشتبه بانتمائهم للقاعدة ..لكن الامر الغريب ان توقيت الغارة لم يكن بريئا باعتبار ان شركة صافر سبق لها وان اعلنت انها تقوم بالتنقيب على النفط في هذا المكان والاخبار تؤكد ان مكان الغارة بالفعل كان بالقرب من مكان التنقيب على النفط دون وجود اي مظاهر للدولة وانما بالاتفاق مع القبائل ..وقد تناقلت الاخبار ان تأثير هذه الغارة والقتل خارج اروقة العدالة قد سبب توترا شديدا اعتقدت معه القبائل ان التنقيب عن النفط كان هو الاسلوب الذي تعرضت بسببه الجوف لهذه الغارة وهو ما حدث معه قيام البعض من مشايخ القبائل بإيقاف التنقيب ...ومحاولة الانتقام من المهندسين والذين بكل تأكيد يستعينون بخبرات اجنبية ...وقد يحدث ان يتم التوقف عن استكمال اعمال الاستكشاف وكل ذلك بسبب غباء هذه التصرفات الرعناء. اذا اصبحت هذه الغارات الغبية مصدر تأثير سلبي على التنمية في اليمن وطالما لا يوجد للدولة اي مظاهر في هذه الاماكن فان رجال القبائل ستظل لهم الكلمة الاولى في كل ما يدور فيها ومن ذلك السماح او عدم السماح للشركات بالتنقيب على النفط ليت شعري كيف للحكومة اليمنية ورئيس الجمهورية ان يسمحوا للطائرات الامريكية بدون طيار بانتهاك السيادة عبر الطائرات الامريكية والوصول للعمق اليمني بدون ادنى ترتيبات ودون مراعاة ان ذلك سيجلب لنا الويلات وسيؤثر على الاكتشافات النفطية ....ثم ما مغزى التوقيت ..نحتاج لإجابة مباشرة من الحكومة اليمنية بل من الرئيس بالذات لانه لا يمكن ان تخترق هذه الطائرات الاجواء اليمنية دون معرفته . وفعلا فان مكافحة ما يسمى بمكافحة الارهاب وبهذه الطريقة سيؤدي الى حدوث نتائج عكسية .. وربما سيجعل رجال القبائل يتعاطفون مع هؤلاء باعتبارهم يتعرضون للقتل من قبل هذه الطائرات دون وجه حق في نظرهم . اذا هو الغباء الذي يولد ردودا عكسية . *رئيس مركز اسناد لاستقلال القضاء وسيادة القانون