نحارب اللصوص والمفسدين في يمننا المتعب المنهوك لأنهم يسرقون اللقمة من أفواه أطفالنا ونسائنا ليصرفوها على أهوائهم ومتعهم ورذالتهم وعشيقاتهم. نحارب اللصوص والمفسدين لأنهم يعقدون الصفقات المذهلة مع الشركات الأجنبية باسم شراء معدات وآلات للبلاد يجنوا من وراء ذلك الأرباح الخيالية لأنفسهم ويودعوها في البنوك الخارجية أو يرفعون بها القصور الشامخة والفلل الفارهة والفنادق الواسعة والأراضي الشاسعة. نحارب اللصوص والمفسدين لأنهم يسطون على قطعة أرض تعجبهم من أملاك العباد فينهبونها باسم الجيش أو الأمن أو باسم معمل حكومي أو شركة حكومية ثم يأمرون بنقل الأرض التي سطوا عليها لتكون ملكاً خاصاً لهم يبنون بها المزارع المتنامية الأطراف والشركات العامرة والوكالات السياحية العابرة. نحارب اللصوص والمفسدين لأنهم يتعاملون مع المهربين فتمتلئ أسواق البلاد بالبضائع المهربة التي تضرب الاقتصاد الوطني دون أن ينال الشعب منها شيئاً. نحارب اللصوص والمفسدين لأنهم ينهبون الوزارات والهيئات والشركات والمعامل الحكومية ثم يحرقون ما تبقى منها ليغطوا على جرائمهم الدنيئة فيخسر الشعب المؤسسات التي بناها بعرقه ودمه لتصب أخيراً في جيب لص حقير وفاسد كبير والعامل لا يأكل رغيفه إلا مغمساً بالعرق والذل والهوان. نحارب اللصوص والمفسدين لأن موائدهم المسرفة تكلف آلاف الريالات من خزينة الدولة وأصحاب الكفاءات والمؤهلات العلمية لا يجدون كفاف العيش. نحارب اللصوص والمفسدين لأنهم يستأثرون بالمعونات الدولية لأنفسهم وقد رصدت لتعزيز قدرة الجيش والأمن فيغرقون في الترف ويضل راتب الجندي كما هو لا يكفيه أجرة المواصلات. نحارب اللصوص والمفسدين لأنهم جرعونا جرعات متتالية وقاتلة والبقية آتية والغريب والعجيب كلها باسم الإصلاحات الإدارية والاقتصادية. نحارب اللصوص والمفسدين أصحاب الكروش المنتفخة والبطون العريضة والرقاب المتدلية لأنهم استأثروا بالوظيفة العامة والرتب العالية والمناصب الكبيرة وورَّثُوها لأولادهم وأحفادهم وأحفاد أحفادهم. وختاماً نحارب اللصوص والمفسدين ليعيش كل مواطن حراً عزيزاً في بلده يحظى بحقه من المال الوفير والعيش الكريم دون أن يخاف على رزقه من لص ضابط أو لص وزير وقبل ذلك وبعد ذلك نحارب اللصوص والمفسدين لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بمحاربتهم مهما كانت أسمائهم ورتبهم وألقابهم ودرجاتهم ووظائفهم.
للتأمل : إن اللصوص وإن كانوا جبابرة لهم قلوب من الأطفال تنهزم الشهيد / محمد محمود الزبيري