لا يختلف اثنان على شدة وقسوة فصل الشتاء في مدينة ذمار ، فبرد مدينة ذمار لا يقارن بغيره من حيث قسوته وشدة باسه ،لكن فئة كبيرة وظاهرةً للعيان تعاني اشد الويلات من برد قارص لا يرحمهم ، ويكافحونه لحقيق غايةً أسمى وأجل ؛ هذه الفئة هم طلاب المدارس الذين يتحملون برد الشتاء وهم في فصول الدراسة ذات النوافذ والأبواب المكسرة ، كما أن بعض المدارس في وسط مدينة ذمار لا زالت تفتقر إلى كراسي الدراسة ما يجعل الطلاب يفترشون الأرض. توسع ملحوظ شهدت مدينة ذمار في الآونة الاخيرة توسع ملحوظ في بناء وتوسيع مدارس المدينة ، جراء الإقبال المتزايد على المدارس طلاب وطالبات ، فأصبحت مدينة ذمار تحتضن 130 مدرسة ، تتنوع ما بين الأساسي والثانوي والمختلطة ، إلا أن بعض أو أغلب المدارس لم يعاد ترميمها منذ زمن ، فهي اليوم تفتقر إلى أساسيات الصيانة التي يجب توافرها في المدارس ، من سبورات وكتب ومعامل ودورات مياه وغيرها ، إلا أن هذه جميعاً تهون مقابل عدم وجود الكراسي في بعض مدارس مدينة ذمار التي تفتقر الى وجود الكراسي وافتراش الطلاب للأرض مع حلول فصل الشتاء ، كما ان عدم وجود نوافذ للفصول معضلة اخرى تواجه الطلاب . كان لقاء مع عدد من مدراء مدارس مدينة ذمار الذين تقدموا بشكواهم في ظل الإهمال الشبه متعمد للمدارس وخاصة في فصل الشتاء ، حيث يقول الاستاذ محمد البنوس مدير مدرسة نشوان الحميري عن حال الطلاب في فصل الشتاء " أن معاناة طلاب مدينة ذمار بشكل عام سيئة إلا أن طلاب مدرسة نشوان الحميري أسوء من بقية المدارس كونها تقع في المنطقة الغربية للمدينة وفي بيئة شبة معزولة عن المدينة رغم أنها قريبة إلى "الإسفلت" ، إلا أن الكارثة الأكبر حسب قوله هي معاناة طلابه في فصل الشتاء التي يضطر بعض الطلاب إلى التغيب عن المدرسة بسبب موجه الصقيع التي تحل بالمدينة . غياب الاحتياجات يضيف البنوس " لا نستطيع إجبار الطلاب على الحضور في هذه الأيام لأن المدرسة تفتقر إلى أبسط المقومات ، لا نوافذ ، أبواب غير صالحه ، كراسي محطمة في ظل كثافة طلابية كبيرة ، ما يسبب أمراض كثيرة للطلاب الذين يفضلون العزوف عن الدراسة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا " . مدير مدرسة الحمزة هو الأخر يشكو من انعدام الكراسي بشكل شبه كامل عن مدرسة قوامها ألف وثلاثمائة طالب وطالبة في المرحلتين الابتدائية والإعدادية ، ما يفاقم الوضع ويزيد الطين بله ، يضيف الاستاذ جلال عزيز مدير المدرسة تقدمنا بعدة شكاوى إلى إدارة التربية والتعليم ، وإلى المجلس المحلي بخصوص وضع مدرسة الحمزة التي تعاني من انعدام في الكراسي إلا أننا وجدنا أذان صما لا تسمع ولا تلبي طلب . يواصل عزيز " كان من المفترض أن يتم شراء الفين كرسي للمدرسة إلا أن هذا لم يحدث حيث تم شراء مائتان كرسي فقط للمدرسة وهي مخالفة للمواصفات ومهترئة ، ما جعلني أرفضها ". يضيف وكيل المدرسة حسين الرشيدي أن أحد الطلاب في الصف الرابع الابتدائي تعرض لجلطة دماغية جراء افتراشه مع زملائه للأرض داخل الفصل ، قبل عدة أيام متأثراً بموجه الصقيع التي حلت بالمدينة ، وفي ظل عدم وجود كراسي للطلاب. مدرسة الشهيد زيد الموشكي هي الأخرى تعاني مثل قريناتها من مدراس مدينة ذمار من شحة في الكراسي ، والنوافذ المكسرة وأبواب الفصول المتهالكة . والبنات أيضاً مديرة مدرسة الشيماء للبنات سبأ العومري تقول في حديثها مع الصحوة نت : أن هناك عدة مشاكل تواجه طالبات المدارس ، فبنظرها أن مشاكل الطالبات أكثر وأكبر من مشاكل الطلاب في فصل الشتاء ، حيث تقول أن هناك مشاكل صحية تؤثر على الطالبات من ضمنها التهاب الكلى والسعال والتهاب الرئتين والزكام وغيرها من الأمراض التي تصاب بها الطالبات وقد تكون ذاتها نفس الأمراض التي يصاب بها الطلاب الذكور إلا أن المشكلة والأكبر هي في الطالبات "الحوامل" اللاتي يرتدن المدارس في ظل موجات البرد هذه ، وفي ظل انتشار زواجات الصغيرات في المجتمع اليمني ، كما أن إنعدام دورات المياه في المدارس عامة وفي مدارس البنات خاصة مشكلة كبرى تواجه الفتيات ، ما يجعل بعض الطالبات إلى التغيب عن الدارسة ومشاكل دورات المياه في مدارس ذمار حكاية اخرى . مكتب التربية والتعليم بذمار اقتصر دوره على توزيع "تعميم" للمدارس أن تسمح للطلاب بارتداء الملابس الشتوية عوضاً عن الزي المدرسي ، وكأن دور المكتب قد اقتصر على التعاميم فقط ، دون التوجيه والتحرك لإنقاذ حياة آلاف الطلاب والطالبات الذين تتكرر معاناتهم كل يوم وفي كل عام دون أي تحرك من المعنيين يذكر . مشكلة أخرى ومعاناة أكبر يعيشها طلاب مدارس مدينة ذمار ، نضعها على طاولة الجهات المعنية علها أن توقظ ضمائرهم ليستشعروا مسؤولياتهم وليضعوا حلاً لمعاناة الطلاب.