ترك نجاح الرئيس عبد ربه منصور هادي بمغادرة العاصمة صنعاء والوصول إلى مدينة عدن كبرى مدن الجنوب، تداعيات واضحة في المشهد السياسي اليمني. وأصدر هادي البيان الذي اعتبر فيه الإجراءات الانقلابية محاولة "لتمزيق لحمة الوطن" وأن كل ما ترتب عقب 21 سبتمبر "باطل وغير شرعي". الباحث السياسي محمد جميح رأى أن هادي اتخذ خطوتين جريئتين: الأولى عندما استقال ورفع الغطاء السياسي عن الحوثي، والثانية حين خرج من حصاره واستعيدت "المبادرة الشرعية"، مطالبا إياه بإعلان صنعاء "عاصمة محتلة". ووصف جميح -في برنامج حديث الثورة على قناة الجزيرة- خروج هادي من إقامته الجبرية بأنها "ضربة للمشروع الإيراني في اليمن"، داعيا إلى بدء الحوار تحت غطاء المبادرة الخليجية. أوراق القوة لدى الرئيس المستقيل هادي عديدة في رأي جميح، فهناك معسكرات لم تصلها يد الحوثي، وهناك الملايين يؤيدونه والإقليم الجغرافي المحيط والأمم المتحدة، حيث لم تعترف أي دولة بالانقلاب، حسبما أشار. اعتبر عضو مؤتمر الحوار الوطني ماجد السقاف خروج هادي "كسرا للحصار المضروب على كل اليمن" وللقوى السياسية التي كانت خاضعة لمفاوضات مع الحوثي. ومضى السقاف يقول إن وجود هادي في عدن هو وجود في دولته اليمن وبين أهله ومحبيه، وإن أهل الجنوب "تصالحوا" "ولا يمكن أن تعيدوا النعرات إلينا".