بعد تهنئتي لأشقائنا التونسيين بمناسبة انعتاقهم، وتحررهم من ربقة العبودية وإسار الذل، وقيود الاستبداد والطغيان، كما أهنئ شعوبنا العربية والإسلامية، وشعوب العالم المستعبدة وأقول: عقبى لنا جميعا. ثم أختار بعض اللقطات أو الصور المعبرة من الانتفاضة، والثورة التونسية لأعلق عليها، من باب ما أرجوه من فائدة للإخوة القراء. فالصورة الأولى: أن البعض يتخوف على أشقائنا في تونس مما بعد هذه الانتفاضة ضد الثورة، فرددت عليهم بالمثل القائل: (من مشنقة لمشنقة فرج) ورغم هذا فإنني أتخوف على أشقائنا الشعب التونسي من أن تسرق ثورتهم و(تجير) انتفاضتهم، ولكنني أرجو لهم- وقد نجحوا في الاختبار والامتحان الأول وبجداره وامتياز في المرحلة الأولى من ثورتهم- أن ينجحوا في المرحلة التالية وهي الأصعب- في تقديري- والصورة الثانية: هي أن للحرية ضريبتها، وللكرامة ضريبتها وللديمقراطية ضريبتها، وقد دفعها الشعب التونسي الشقيق من دمائهم وأرواحهم المئات من الشهداء والجرحى، والمصابين و.... الخ، والصورة الثالثة: أن ما أخذ على الشعب التونسي الشقيق في هبته وانتفاضته هذه هو ما رافقها ووآبها، من انفلات أمني، والانزلاق نحو الفوضى وتخريب الممتلكات، وإشعال الحرائق ونحو ذلك من أشياء مؤسفة، وتصرفات مرفوضة، ولكن من المهم جدا أن تعلم بأن ذلك إنما حدث من قبل بعض المندسين من عصابات الرئيس المخلوع، ومن عصابات حزبه الحاكم، أو قام به بعض المتسللين من مخابرات أكثر من دولة عربية أرسلتهم ليقوموا بذلك عمدا، وبتخطيط مقصود، وإرادة مسبقة. وهؤلاء وأولئك إنما قاموا بذلك من أجل أن يحرفوا الانتفاضة عن مسارها الصحيح، وليغيروا اتجاه (البوصلة) نحو إدامة العنف والقتل والدمار والتخريب و.... الخ، حتى يكون كل ذلك مبررا لهم في داخل (تونس) وأن لا أحد أفضل من أحد، ثم ليكون ذلك عامل تخويف للشعوب العربية لتثبيطها عن الاقتداء بالشعب التونسي خوفا من الوقوع في نفس المآمرات الخبيثة والسيئة التي كانوا يهدفون إليها ويخططون لها، وهم يندسون ويتسللون بين صفوف الجماهير المنتفضة. وحتى لو فرضنا أن بعض المتظاهرين قاموا ببعض تلك التصرفات السيئة المرفوضة فهم أولا قلة قليلة جدا هم بمثابة الشواذ الذين لا يمثلون القاعدة الجماهيرية الواسعة، ناهيك عن أن ذلك تم بعفوية ودون تخطيط لأغراض سيئة كما هو حال من ذكرتهم آنفا.