عزا المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس تأجج الأحداث التي تشهدها مصر حاليا وشهدتها تونس من قبل إلى زيادة أسعار السلع الأساسية وارتفاع معدلات البطالة، مطالبا دول العالم بالتعاون فيما بينها لضمان التعافي الاقتصادي المتوازن والبعد عن الحمائية التجارية التي لو استشرت ستؤدي إلى نزاعات دولية. واعتبر ستراوس كان في تصريحات له اليوم في مناسبة نظمها البنك المركزي في سنغافورة أن يكون للأحداث التي تشهدها مصر تأثير على أسواق النفط بشكل ملحوظ، غير أن تأثيرها على بقية الأسواق ستكون محدودة. وحذر المسؤول الدولي من أن نمط الاختلالات التي شهدها العالم في فترة ما قبل الأزمة المالية العالمية التي تفجرت في خريف 2008، يعاود الظهور من جديد. وعن النمو الاقتصادي الذي سجلته العديد من الدول، لفت إلى أن النمو في الاقتصادات ذات العجز التجاري الكبير -مثل الولاياتالمتحدة- ما زال مدفوعا بالطلب المحلي، بينما النمو في الاقتصادات ذات الفائض الخارجي الكبير -مثل الصين وألمانيا- ما زالت تدعمه الصادرات. وذكر أن التعافي غير متوازن بين الدول، حيث إن الاقتصادات الصاعدة تشهد نموا أسرع من الاقتصادات المتقدمة، وهناك أيضا اختلالات داخل الدول نفسها بسبب ارتفاع معدلات البطالة وتزايد الفجوات بين الدخول. وفي الأشهر الأخيرة عصف ارتفاع أسعار الغذاء والوقود بالدول الفقيرة على وجه الخصوص، وكان من بين العوامل التي أثارت احتجاجات شعبية مناهضة للحكم في مصر ومطالبات برحيل رئيسها حسني مبارك، كما حدث في تونس التي فر رئيسها زين العابدين بن علي من البلاد الشهر الماضي.