عندما تقترب من مداخل ساحة التغيير بصنعاء يترأى أمامك الحزام الأمني الذي يقف على قدم وساق بين تفتيش محكم الدقة وابتسامات متعاقبة يتبعها تبادل التحايا بكل نفس رحبة.. هناك وإلى الجوانب تراهم يشيرون للنساء لتقوم بهذه المهمة لجان أمنية نسائية يظهرن وقد وهبن أرواحهن لخدمة الوطن انطلاقاً من هذه الساحة وارتضت كل واحدة منهن أن تكون مرابطة حتى ينتهي دورها في العمل لتتسلم المهمة أخرى تليها.. إلا أنه ومما زاد صعوبة المهمة التي تقوم بها هؤلاء المعتصمات المتطوعات هو عدم تقبل الكثيرات لعملية التفتيش هذه خاصة وقد حاول النظام الحاكم عبر وسائل إعلامه جعلها معيبة يؤذي بها المعتصمين سكان الحي متناسين أنه إجراء طبيعي وعادي تتعرض له المرأة اليمنية في كثير من المرافق العامة كجامع الصالح مثلاً تقول ع.م: نقوم بتفتيش الداخلات من النساء وكل ما يحملنه والجميع يتقبل منا هذه العملية إلا من بعض الشخصيات والتي لا أظن مطلقاً أنها من المعتصمات لأن المعتصمات يأتين بحثا عن الحرية ونعرفهن من كلامهن.. وعن آلية التعامل مع تلك الشخصيات المتعبة تضيف:نحاول كثيرا" استخدام العبارات اللطيفة لتفادي أي احتكاك ونسرع في عملية التفتيش ونقدم لهن الكثير من الاعتذارات على اعتباره إجراء طبيعي لابد منه في هذا المكان تحديدا ً.. وتضيف: عندي إحساس أن النصر حليفنا، ومقتنعة بهدفي تماما وهو تغيير النظام ولن نتراجع، ورغم حساسية موقعي إلا أني لن أتركه فلو خفت على نفسي من الأحرى بي أن أخاف على نفوس الملايين في الاعتصام. دفعني ظلم الحاكم.. أما ص.ك: فتقول أحمد الله وأشعر أني في رضا وأنا في هذا المكان لحراسة الناس والحفاظ عليهم، وكلما زاد تسلط النظام وعناده زادت حماستنا وحرصنا هنا على مداخل الساحة لنحميها بإجراءات طبيعية للغاية، ورغم خطورة أماكننا إلا أننا لا نخاف مطلقاً. وتضيف: قد اصطفى الله عز وجل من هذه الساحة شهداء وأتمنى أن أكون منهم. أفكر فيمن سيقف مكاني.. وقالت س. ل: رغبتي الشديدة في عمل شيء لتغيير هذا الوضع دفع بي إلى أن أكون هنا مع اللجان الأمنية إضافة إلى دعم والدي، وكثيراً ما أشعر بالراحة وأنا أمارس عملي وإن اضطررت للغياب تحت قهر ظروف صحية ينتابني شعور بالتقصير وأفكر دائماً فيمن سيقف مكاني، ورغم وجودي على الحزام الأمني وفي مداخل الساحة حيث يكون الهجوم من قبل البلاطجة إلا أني لا أخاف إطلاقاً.. وتضيف أ.ي- مشرفة أمنية- اللجان الأمنية النسائية في الاعتصام يقمن بدور قوي وفاعل ويحبطن الكثير من المحاولات، وهذا ما لم نكن نتوقعه فالحاكم يحاول اختراق اعتصامنا وإرسال الكثير لإثارة الفوضى إلا أننا لهم دوما بالمرصاد.. نقول إنه لن يعجزنا شيء بإذن الله وجهودنا مستمرة، واعتصامنا سيرحل بالحاكم لأنه لا خيار أمامه. تفااااني منقطع النظير.. هكذا ربما بدت النساء في ثورة اليمن، وقد نراهن قلائل كلجان أمنية في المداخل إلا أنهن يقمن بالتناوب ويضعن أنفسهن في مكان هو الأشد خطورة ثم يقمن لساعات طويلة بالإجراءات الأمنية المتتالية ويحبطن الكثير من المؤامرات التي تستهدف المعتصمين في الساحة و يظل عملهن الدؤوب يصل الليل بالنهار فكل الوفاء لتلك الجهود الجبارة التي سيكللها حلم تحقيق الهدف بمشيئة الله (إسقاط النظام).