قبل نحو شهرين ، وجهت الدكتورة ألفت الدبعي العضو " اليساري " البارز في تجمع الإصلاح من صفحتها على الفيسبوك نقدا لمحافظ تعز كان أقرب للتحرش الجنسي منه إلى النقد ، حيث بدأت منشورها بعبارة : " شُد نفسك يامحافظ تعز " وحملت المحافظ مسؤولية تراكم القمامة في شوارع المدينة داعية إياه بتهكم إلى عدم التذرع بأن تلك القمامات من مخلفات مرافقي الشيخ حمود المخلافي . وقبل أسبوع ، قال الشيخ حمود المخلافي في لقاء مع إحدى الصحف المحسوبة على حلفائه : " يمكن لمهمش من عصيفرة أن يدير محافظة تعز أفضل من شوقي هائل " .حديث الشيخ حمود للصحيفة تضمن في مجمله تهديدات وابتزازات تجاوزت المحافظ إلى مجموعة هائل سعيد . اللقاء الصحفي المطول لم يكن فيه سياسة ولا كياسة ، لا معلومات ولا حقائق ، كما خلى من أي انتقادات موضوعية للمحافظ . ولم يجد الشيخ سوى تكرار التهكم والسخرية والتجريح . من حق الشيخ حمود سعيد أن يتطلع لأي منصب أو دور سياسي في محافظة تعز، ولكن ، عليه أن يدرك أن الآليات والتكتيكات التي يستخدمها لا تتناسب مع أهداف ومبادئ الثورة التي يَمُن علينا بحمايتها . فالتهديد والإبتزاز واستعراض القوة قد تكون مفيدة لاستمرار مشيخته ، ولكنها تلحق ضررا بالغا بتطلعاته السياسية إن كانت له تطلعات وعليه أولا أن يتحرر من ضغط حلفائه ومن مطرقة القبيلة التي تريد له أن يكون مسمار حاشد في عصيفرة . نعم ، فشل شوقي هائل في تحويل تعز إلى مدينة مشابهة لدبي أو حتى لرأس الخيمة ، وسيفشل في تطويرها طالما استمر الشيخ حمود وحلفائه يعملون على تحويلها إلى مدينة مشابهة ل " خَمِر " . يعيب الشيخ حمود وحلفائه على المحافظ وعائلته " تجارة وصناعة البسكويت" وينظرون إليهم كدخلاء على السياسة أو السلطة أو الثورة . وهذا دليل على جهلهم بالتاريخ والحركات الوطنية اليمنية ورموزها . فهل يعلم هؤلاء أن علي محمد سعيد الرئيس الحالي لمجموعة هائل كتب وصيته قبل قيام ثورة 26 سبتمبر بساعات يعتذر فيها لعائلته وشركائهم في المجموعة لأنه أنفق من مال المجموعة على الثورة دون الرجوع إليهم .. على محمد سعيد " عم المحافظ والذراع الأيمن للمرحوم هائل سعيد ، التحق بتنظيم الأحرار في عدن منتصف الأربعينات ، ثم عضوا في التنظيم السري الذي مهد للثورة بعد أنتقال النشاط التجاري لعائلته من عدن إلى تعز .. قبل ثورة 26 سبتمبر بأيام محدودة ، وبعد أن تم تعديل مكان إندلاع الثورة من تعز إلى صنعاء بعد وفاة الإمام أحمد ، أستغل على محمد سعيد مسؤوليته في مجلس إدرارة " الطيران اليمني " وأرسل من مطار تعز شحنات من الأسلحة إلى مطار الحديدة وكلف وكلائه التجاريين باستلامها ونقلها برا إلى صنعاء ، وهي مغامرة كان يمكن أن تؤدي في حال إكتشافها إلى القضاء عليه وعلى مجموعته . ذلك جزء يسير من أدوار بيت هائل في الثورة اليمنية ، وهي أدوار يجهلها أو يتجاهلها الكثيرون من أدعياء الثورة الجدد وأنصارهم من الشباب الذين لم يتح لهم الإطلاع على تاريخ الثورة إلا عبر مختارات وموضوعات مبتورة في المنهج المدرسي . لقد كانت الدولة اليمنية الحديثة هاجسا وهدفا لبيت هائل وغيرها من البيوت التجارية في تعز منذ أربعينيات القرن الماضي ، وهو نفس الهدف الذي خرج الثوار من أجله في 11فبراير 2011 ، وردده الكثيرون من خلفهم كالببغاوات . [email protected]