محافظة عمران المكروبة بالحروب والمنكوبة برجالها –فما أكثر المشائخ في عمران- فقد يفوق عددهم عدد جبالها الشم الشامخات من"ضين " جنوباً وحتى "عجمر"شمالاً ولذلك تحتدم المناقشة فالكل يرى نفسة كبير ..الكل مشائخ..الكل قادة..الكل وجاهات , وهذا ما اتضح مؤخراً من نشوب الصراعات والمواجهات المحتدمة منذ مطلع العام الجاري وتحديداً مع سقوط "الخمري" مسقط رأس آل الاحمر بيد جماعة الحوثي وماتلاها من حراك ومواجهات و معارك وأحلاف جديدة في حاشد وبكيل المكونان الرئيسيان للمحافظة. عمران المحافظة كما أثرت في رياح التغيير طالها امواجه - بل شهدت في الشهور الماضية "توسونامي " تغيير نجمت عنة تغيرات لم تكن في حسبان احد قبل وقوعها . لقد تغيرت عمران ولم تعد مزرعة شيخ مهيمن ولا حتى إقطاعية قبلية أو نفر من المشائخ المتحالفين- لقد تحركت الارض والجبال من تحت الاقدام بفعل زلزال التغيير المستمر والتغيرات الجديدة التي تعددت معها الرؤس ليخرج المارد من محبسه في "القمقم" وظهرت قوى قبلية وإجتماعية جديدة وأستعاد مشائخ وقادة قبليون وجودهم وتظائل نفوذ اخرين طالما انفردوا وأحتكروا المشهد والقرار لعقود من الزمن –لا شك أن الحوار ومخرجاته وتنامي وعي و شعور جديد لدى الناس في عمران بأن الدولة للجميع وحق الجميع في الحرية والتحرر والعدالة والمساواة والثورة .. والتغيير باتت واقعاً ملموساً. وفي خضم مشهد الحروب والصراعات التي تشهدها محافظة عمران جراء التغيرات الجديدة وما أحدثته من طفرة قيادات ومشائخ تحولت الى مشكلة لعدة عوامل لا يتسع المجال لسردها ولذلك وفي خضم المتغيرات وتنافس القيادات وربما انانيتها وأحقادها تحولت عمران الى واحة لكرب من الصراع والحروب الدامية الى دوحة من الانقسامات والتشظي العمودي والراسي وبأثر رجعي تدور حروب مباشرة ومعارك بالوكالة وثارات منها ماهو طائفي ومذهبي ومنها ما هو قبلي ومنها ما هو حزبي ومنها ما هو مناطقي وحتى اسري داخل الاسرة الواحدة وبذلك بلغت المأساه حدتها بتوريط الجيش في المواجهات لحساب طرف على طرف أو اطراف اخرى ووصل الامر الى أسوار المدينة وأبوابها وحاراتها حتى ظن الناس في عمران أنهم أمام مدينة تنتظر "حمامات دم"-لاسيما وأن المواجهات وصلت ذروتها بدخول الدبابات و المدفعية وحتى الطيران في المعارك . في تلك اللحظة التي طغى عليها اليأس ووسط هالة من السواد وهول الظلام إنبثق النور وجاء تدخل الرئيس هادي الذي أدرك بحكمة القائد وذكائه وفراسته أن عمران باتت في خطر وأن نكبتها في جماعاتها المسلحة ورجالها وقيادتها ومشائخها المتنافسين , وفي لحظة فارقة تدخل الرئيس القائد وهو الذي لم يتخل عن عمران للحظة من قبل وبعزيمة وبإرادة صادقة أطفأ الرئيس هادي نيران الحرب وأوقف حمامات الدم وجاء الإتفاق الأخير الذي رعاه امس بوقف أطلاق النار بمثابة (برداً وسلاماً) على عمران التي يقول أبنائها للرئيس بعد الله الفضل في انقاذ عمران من المحرقة .. , وتجنيب اليمن من مآسي وويلات حرب جديدة كانت تلوح نذرها في الافق . *رئيس فرع حزب البعث العربي الاشتراكي قطراليمن -محافظة عمران