المتحدث باسم البيت الابيض الاميركي يصرح بان البيت الابيض يشعر بالقلق حيال تقارير تتحدث عن استخدام مدارس الاونروا التابعة للامم المتحدة, لاخفاء الاسلحة. ياتي هذا التصريح بعد تكرر استهداف القوات الاسرائيلية للمدارس التابعة للامم المتحدة وسقوط الكثير من المدنيين اللاجئين فيها نتيجة القصف الهمجي الاسرائيلي, ما يفضح اسرائيل ويجعلها في موضع حرج قد يتسبب في ادانتها بانتهاك القانون الدولي والقانون الانساني ويشوه صورتها امام العالم اجمع. تحاول اميركا تغطية الانتهاكات الاسرائيلية الجسيمة ضد الشعب الفلسطيني واستهدافها للمدنيين اللاجئين في المدارس التابعة للامم المتحدة, وتحويل الأنظار نحو حماس باعتبارها المتسبب الرئيسي في تلك الانتهاكات والجرائم نتيجة لاستخدامها مدارس الاممالمتحدة كمخازن للاسلحة, غير إن محاولاتها تلك تجعل من الاممالمتحدة ومنظماتها شريك مباشر في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية, ومتواطئين أساسيين في التغطية على تلك الجرائم البشعة. ولتحليل هذا الراي دعونا نناقش النقاط التالية: 1- إذا كانت حماس قد اخفت اسلحتها في مدارس الاونروا قبل الحرب الاخيرة, يكون السؤال هو: هل كانت المنظمة الدولية على علم بذلك في حينه؟ وهل كان بموافقتها, او رغما عنها؟ فاذا كانت الاممالمتحدة على علم بذلك وفي حينه وتم دون موافقتها, فلماذا لم تحتج وتعلن ذلك في حينه وتطالب باخراج الاسلحة. اما اذا تم ذلك بموافقتها, فعليها تحمل تبعاته. 2- إذا كانت حماس قد اخفت اسلحتها في مدارس الاونروا بعد الحرب ودون علم الاممالمتحدة, يكون السؤال هو: متى علمت بذلك, قبل القصف ام بعده؟ فاذا كان علمها قبل القصف, فلماذا لم تخرج اللاجئين من مدارسها؟ واذا كان علمها بعد القصف, فماهي ادلتها عليه؟ 3- إذا كانت حماس قد اخفت اسلحتها في مدارس الاونروا قبل الحرب او خلالها وعلمت بها المنظمة, فالاسئلة الهامة هي: 1) هل قامت الاممالمتحدة بابلاغ الجانب الاسرائيلي بذلك؟ 2) لماذا طلبت القوات الاسرائيلية من المواطنين التوجه الى تلك المدارس بدلا من تحذيرهم بعدم التوجه اليها؟ 3) لماذا قبلت الاممالمتحدة لجوء النازحين من الحرب في مدارسها دون تحذيرهم في احسن الاحوال؟ 4) لماذا قام الموظفون التابعون للامم المتحدة بتجميع اللاجئين في ساحة مدرسة الاونروا في بيت لاهيا قبل القصف بلحظات؟ 5) لماذا تتناقض تصريحات مسئولي الاممالمتحدة حول علمهم المسبق بالقصف الاسرائيلي على المدارس التابعة للامم المتحدة, وحول وجود اسلحة مخبئة في تلك المدارس؟ بهذا الشكل تكون الاممالمتحدة متهما رئيسيا في الجرائم التي ترتكبها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني, او في احسن الاحوال متواطئة فيها. يعزز ذلك السكوت المريب للمنظمات التابعة للامم المتحدة عن جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي ترتكبها القوات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني, من قصف المستشفيات والطواقم الطبية ودور العبادة ومنازل المدنيين والاحياء السكنية المكتظة بالسكان المدنيين, وقصف محطة الكهرباء وشبكات المياه والمدارس, وقتل الاطفال والنساء. إضافة الى إختفاء المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة كمنظمات حقوق الانسان والصحة العالمية وغيرها عن المشهد الفلسطيني وسكوتها المريب عن تلك الجرائم المريعة. فعلى سبيل المثال نجد بان مساعدة الامين العام للامم المتحدة للشئون الانسانية مفرغة كليا هي ومنظمتها لمتابعة الوضع السوري فقط, مثلها مثل منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة الصحة العالمية. اخيرا: هل تستطيع الاممالمتحدة الدفاع عن نفسها امام اتهام اميركا لها, وكشف المجرم ومحاسبته؟ هل تستطيع الاممالمتحدة تفعيل دورها في الحالة الفلسطينية وتطبيق القانون الدولي والقانون الانساني؟