ولد وفي فمه ملعقة من ذهب .. تمتلك عائلته في كل محافظة مشروعا تجاريا أو عقاريا ، وإلى ديوان والده يحج الحقوقيون والناشطون والصحفيون رجالا وعلى كل تاير. إنه " سمير " شاب ثلاثيني يتمتع بالحيوية والذكاء ، يدير مشروعات لوالده خارج العاصمة .. اصيب بالصدمة والذهول وهو يشاهد من مكتبه خبر سقوط العاصمة في أيدي " انصار الله " . لم يكن " سمير " ليصدق ما تشاهده عيناه لولا أن المشهد ذاته يتكرر في أكثر من فضائية عربية ودولية وهي تبث أخبارا لسقوط العاصمة صنعاء ومشهدا لأحد عناصر أنصار الله بسلاحه وزيه التقليدي واقفا في إحدى الجولات الرئيسية بالعاصمة وإلى جانبه الشعار الملون للجماعة . صرخ "سمير" وقد فقد كياسته ووقاره متسائلا عن مصير " البنات الحلوات المحومرات المعطرات " اللاتي تعودن الطواف بشوارع وأزقة حدة .!! ومثل تاجر خسر رأس ماله فجأة ، أضاف " سمير " وهو يولول : " في كل مرة أنزل حدة ، أخزن أنا و ست يقصد ست قحاب " . ويمضي سمير في هذيانه : مع من سأخزن هذه المرة ، مع أنصار الله ، مع الحوثيين !! ". قبل نحو شهرين من دخول " أنصار الله " العاصمة صنعاء ، كان صعلوك آخر يتنقل بين كازينوهات بيروت والقاهرة يحذر الحوثيين من دخول صنعاء ، المثقف الفرانكفوني الذي يتأفف من هويته اليمنية في كل منشوراته ، يخشى كما قال من أقتحام منزله وسرقة " قيادة أنصار الله " سيديهات أفلام البورنو من مكتبته . وفي مقايضة رخيصة لرفع الأجر ، يعلن صعلوك آخر بوضوح تمرده على " عائلته الهاشمية " ويسهب في شرح أبعاد تمرده وما يسببه ذلك من إحراج لعائلته بسب مواقفه المناهضة للحوثيين الذين يواصلون سرقة " الكناشل والكلسونات " كما يكرر في كل منشوراته التافهة . تلك نماذج للصعاليك الذين سعَروا من حملتهم ضد أنصار الله بعد دخولهم صنعاء ونماذج لمخاوفهم التي لا تنبع من متابعة لمجريات الأحداث وأسبابها وأبعادها ، ولا علاقة لها بهموم الناس ومعاناتهم . على أرض الواقع تختلف الصورة عما هي عليه في العالم الإفتراضي .. في شوارع العاصمة صنعاء ، يرمي البعض أنفسهم أمام أطقم اللجان الشعبية ، ليس لمنعها من الحركة أو أحتجاجا على دخولها العاصمة ، ولكن إلحاحا في تسول العدالة والإنصاف التي افتقدوها في أروقة الأمن والقضاء التابعة للدولة التي يتباكي الصعاليك على سقوطها . لا أحد من أولئك الصعاليك ينظر لهذه المعاناة التي تخنق المظلومين والفقراء ولا يشعر أي منهم بمقدار الحسرة لدى أولئك المظلومون وهم يلاحقون أطقم اللجان الشعبية التي تعتذر عن النظرفي شكاويهم ومظلوميتهم كي لا يقال بأن أنصار الله يمارسون سلطات الدولة في العاصمة . في شوارع وأحياء العاصمة صنعاء يحاول أنصارالله عبر اللجان الشعبية سد الفراغ الأمني الذي خلفه تخلى رجال الأمن الأشاوس عن مهمتهم الوطنية ، وفي أحد الأزقة المظلمة يتلقى " عبدالرحمن " أحد عناصر اللجان الشعبية القادم من حرف سفيان إتصالا من زوجته تشكو فيه ضيق الحال ومرض الجهال ، دعاها للصبر وطمأنها بقرب الفرج ، وعودته بعد عشرأيام . بدت العشرة أيام في نظر الزوجة دهرا فأضافت إلى شكواها ديون البقال ، صرخ في أذنها قائلا : دبري حالك يا بنت الناس وأصبري ، أنا مش راجع قبل أربعين يوم . أغلق " عبدالرحمن " الهاتف في وجه زوجته ، ومضى يمارس مهمته في حماية المكان بالمجان ، بينما يستمر صعاليك الحداثة والليبرتاريون بأتهامه بسرقة الدبابات والكناشل والكلسونات وسيديهات أفلام البورنو . نحن فعلا في " دولة الصعاليك " .. عذرا والدي العزيز ، لم نصدقك عندما كنت تصف الدولة ونحن في سن المراهقة بأنها دولة صعاليك . كنا نعتمد في مجادلتك على ما نقرأه في كتب النهج المدرسي ، بينما كنت تعتمد في تقييمك على حواسك الخمس . [email protected] ولد وفي فمه ملعقة من ذهب .. تمتلك عائلته في كل محافظة مشروعا تجاريا أو عقاريا ، وإلى ديوان والده يحج الحقوقيون والناشطون والصحفيون رجالا وعلى كل تاير. إنه " سمير " شاب ثلاثيني يتمتع بالحيوية والذكاء ، يدير مشروعات لوالده خارج العاصمة .. اصيب بالصدمة والذهول وهو يشاهد من مكتبه خبر سقوط العاصمة في أيدي " انصار الله " . لم يكن " سمير " ليصدق ما تشاهده عيناه لولا أن المشهد ذاته يتكرر في أكثر من فضائية عربية ودولية وهي تبث أخبارا لسقوط العاصمة صنعاء ومشهدا لأحد عناصر أنصار الله بسلاحه وزيه التقليدي واقفا في إحدى الجولات الرئيسية بالعاصمة وإلى جانبه الشعار الملون للجماعة . صرخ "سمير" وقد فقد كياسته ووقاره متسائلا عن مصير " البنات الحلوات المحومرات المعطرات " اللاتي تعودن الطواف بشوارع وأزقة حدة .!! ومثل تاجر خسر رأس ماله فجأة ، أضاف " سمير " وهو يولول : " في كل مرة أنزل حدة ، أخزن أنا و ست يقصد ست قحاب " . ويمضي سمير في هذيانه : مع من سأخزن هذه المرة ، مع أنصار الله ، مع الحوثيين !! ". قبل نحو شهرين من دخول " أنصار الله " العاصمة صنعاء ، كان صعلوك آخر يتنقل بين كازينوهات بيروت والقاهرة يحذر الحوثيين من دخول صنعاء ، المثقف الفرانكفوني الذي يتأفف من هويته اليمنية في كل منشوراته ، يخشى كما قال من أقتحام منزله وسرقة " قيادة أنصار الله " سيديهات أفلام البورنو من مكتبته . وفي مقايضة رخيصة لرفع الأجر ، يعلن صعلوك آخر بوضوح تمرده على " عائلته الهاشمية " ويسهب في شرح أبعاد تمرده وما يسببه ذلك من إحراج لعائلته بسب مواقفه المناهضة للحوثيين الذين يواصلون سرقة " الكناشل والكلسونات " كما يكرر في كل منشوراته التافهة . تلك نماذج للصعاليك الذين سعَروا من حملتهم ضد أنصار الله بعد دخولهم صنعاء ونماذج لمخاوفهم التي لا تنبع من متابعة لمجريات الأحداث وأسبابها وأبعادها ، ولا علاقة لها بهموم الناس ومعاناتهم . على أرض الواقع تختلف الصورة عما هي عليه في العالم الإفتراضي .. في شوارع العاصمة صنعاء ، يرمي البعض أنفسهم أمام أطقم اللجان الشعبية ، ليس لمنعها من الحركة أو أحتجاجا على دخولها العاصمة ، ولكن إلحاحا في تسول العدالة والإنصاف التي افتقدوها في أروقة الأمن والقضاء التابعة للدولة التي يتباكي الصعاليك على سقوطها . لا أحد من أولئك الصعاليك ينظر لهذه المعاناة التي تخنق المظلومين والفقراء ولا يشعر أي منهم بمقدار الحسرة لدى أولئك المظلومون وهم يلاحقون أطقم اللجان الشعبية التي تعتذر عن النظرفي شكاويهم ومظلوميتهم كي لا يقال بأن أنصار الله يمارسون سلطات الدولة في العاصمة . في شوارع وأحياء العاصمة صنعاء يحاول أنصارالله عبر اللجان الشعبية سد الفراغ الأمني الذي خلفه تخلى رجال الأمن الأشاوس عن مهمتهم الوطنية ، وفي أحد الأزقة المظلمة يتلقى " عبدالرحمن " أحد عناصر اللجان الشعبية القادم من حرف سفيان إتصالا من زوجته تشكو فيه ضيق الحال ومرض الجهال ، دعاها للصبر وطمأنها بقرب الفرج ، وعودته بعد عشرأيام . بدت العشرة أيام في نظر الزوجة دهرا فأضافت إلى شكواها ديون البقال ، صرخ في أذنها قائلا : دبري حالك يا بنت الناس وأصبري ، أنا مش راجع قبل أربعين يوم . أغلق " عبدالرحمن " الهاتف في وجه زوجته ، ومضى يمارس مهمته في حماية المكان بالمجان ، بينما يستمر صعاليك الحداثة والليبرتاريون بأتهامه بسرقة الدبابات والكناشل والكلسونات وسيديهات أفلام البورنو . نحن فعلا في " دولة الصعاليك " .. عذرا والدي العزيز ، لم نصدقك عندما كنت تصف الدولة ونحن في سن المراهقة بأنها دولة صعاليك . كنا نعتمد في مجادلتك على ما نقرأه في كتب النهج المدرسي ، بينما كنت تعتمد في تقييمك على حواسك الخمس . [email protected]