ما يعانيه الشعب اليمني في شمال اليمنوجنوبه هو نتاج للاستعمار الأجنبيالجاثم على أرض اليمن منذ عقود عبر نظام صالح، ولا يزال موجود حالياً عبرنظام هادي، والجماعات المسلحة والعملاء في بعض الأحزاب السياسية لقوىخارجية . في عهد النظام الإمامي في شمال اليمن كان الشعب اليمني يعاني الاستبدادفقط، بينما كان الشعب اليمني في الجنوب يعاني الاستعمار فقط، وبعد ثورة26 سبتمبر نال الشعب اليمني في الشمال حريته، وبعد ثورة 14 اكتوبر نالالشعب اليمني في الجنوب استقلاله . جاء الرئيس إبراهيم الحمدي ولم يترك مجالاً لقوى الاستعمار الاجنبيالعودة إلى شمال اليمن، وكان على اتفاق لتوقيع الوحدة مع الرئيس سالمربيع الذي لم يترك مجال أيضاً لعودة الاستعمار إلى جنوباليمن، ولكن قوى الاستعمار لا تريد هذا المشروع التحرري أن يتم وتصبح عاجزة عن العودة الىاستعمار اليمن بعد توحده تحت قيادة وطنية حرّة متماسكة . وسارعت تسابق الرئيس الحمدي الذي كان يسارع لإعلان الوحدة في عدن، وسبقت إلى قتله قبل أن ينجح ذلك المشروع الوطني العملاق، الذي لو كان سيُغلق الأبواب في وجه مؤامرات تلك الدول الطامعة في استعمار اليمن عن طريق أنظمته الحاكمة . وقد نجحت تلك القوى الاستعمارية في اغتيال الوحدة الوطنية للشعب اليمنيباغتيال الحمدي وسالمين، وجاءت بالعليين وحققت بواسطتهما الوحدةالاستعمارية، التي من خلالها اجتاحت تلك القوى الاستعمارية اليمن، وجثمت على أرضه وثرواته عبر نظام صالح لعقود من الزمن، ولا تزال حالياً عبرنظام هادي . بعد اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي عاد الاستبداد الإمامي إلى اليمن الشمالي مستتراً في ثياب الجمهورية، ودخل معه الاستعمار الغربي أيضاًولأول مرّة في تاريخ اليمن، وأصبح يعاني من الاستعمار إلى جانب الاستبداد الذي كان يعاني منه فقط في عهد النظام الإمامي . أما الشعب اليمني في الجنوب، فبعد اغتيال الرئيس سالم ربيع دخل الاستعمارالروسي إلى الجنوب، واستمر حتى إعلان الوحدة عام 1990 م وتلاحم شطرياليمن تحت نظام موّحد ودمج الجيشين، ولكن تلك الوحدة لم تكن على نوايا صادقة من الرئيس الشمالي الذي سخّرها لخدمة مشروعه، وكذلك القوى الخارجيةالدولية المساندة له فلم تدوم بسبب النوايا السوداء الخبيثة ومسلسلالاغتيالات الذي شهدته تلك الفترة، والتصفيات الجسدية التي كانت تستهدف قادة في نظام الوحدة . في عام 1994 م وبعد أن أعلن علي سالم البيض الانفصال، واندلعت حرب صيف 94استغل علي صالح والقوى الغربية المساندة له المحتلة لشمال اليمن عن طريقهذلك التعاطف الشعبي والديني مع الوحدة، وحرص الشعب اليمني في الشمالوالجنوب على بقائها والمحافظة عليها، وتسلّق الاستعمار الغربي المهيمن في الشمال عن طريق علي صالح على جهود الجيش اليمني الشمالي واللجان الشعبيةالمساندة له، واحتل الجنوب إلى جانب الشمال بسيطرة نظام علي صالح علىكافة الأراضي اليمنية في الجنوب وضمها إلى الشمال المحتل . حينها أصبح الشعب اليمني يعاني من ظلم الاستعمار الغربي والاستبداد العائلي لعصابة صالح وعائلته التي سيطرت على الشمال والجنوب، ونهبت ثرواتالشعب اليمني في الشمال والجنوب، وأصبح الشعب اليمني ضحية لمؤامرة دولية أوقعته تحت وطأة الاستعمار وقهر الاستبداد . في منتصف 2007 م قام الشعب اليمني في الجنوب بثورة شعبية سلمية لرفضالظلم والقهر والاستبداد، ولا زالت ثورة الشعب اليمني في الجنوب مستمرةعلى الرغم من أنها لم تلاقي حينها أي تأييد أو انتفاضة مناصرة من الشعب اليمني في الشمال الذي يعاني أيضاً ما يعانيه الشعب في الجنوب، ولكن ثورةالجنوب لم تتوقف، واستمرت لسنوات لتلحق بركبها ثورة 11 فبراير 2011وانضمت لها وواكبتها، واتحد الشعب اليمني في الشمال والجنوب يطالب بحريته واستقلاله . ولكن رغم سلمية الشعب اليمني واصطفافه في صف شعبي واحد يطالب بحقوقهالشرعية التي شرعها الله له ورعاها دين الإسلام، وتتحدث عنها القوانينالدولية، إلا أن العالم وقف في وجه الشعب اليمني المسالم الحضاري، وتحالفمع أدواة الماضي وعصابات المافيا في اليمن لوأد مشروع الشعب السلميالحضاري، وللحيلولة دون تحقيق مطالبه الشرعية . فعمد العالم الخارجي المتآمر على دعم علي صالح ومليشيا الحوثي المسلحة لسرقة ثورة الشعب المباركة، لكي تبقى مستعمرة تلك القوى هذا الوطنومهيمنة عليه، تستنزف خيراته، وتسفك دماء أبنائه، وتفني قدراته البشرية . منذ 2007 والشعب اليمني في الجنوب يطالب بحقوقه، وإلى الآن لم ينالها ،بينما جماعات وعصابات مسلحة جديدة على الساحة اليمنية تحقق مشاريعها فياليمن خلال فترة وجيزة، وثورة الشعب اليمنيالجنوبي والشمالي التي قامت مطلع 2011 تنحدر من أسوأ إلى أسوأ وتتلاشى أهدافها، وتبتعد عن الواقعبفعل المؤامرة الدولية الراعية للاستعمار الغربي في اليمن . قبل المطالبة برئيس جديد أو حكومة جديدة أو الانفصال، نطالب بتحرير اليمنمن الهيمنة الخارجية وطرد الاستعمار الاجنبي المحتل للسلطة في اليمن . إذ لا فائدة من حكومة ولا رئيس ولا انفصال في ظل هيمنة القوى الدولية المتآمرة على اليمن ، والفشل ليس في الوحدة والرئيس ولا الحكومة ولكنمصدر الفشل الصمت على الاستعمار، وعدم المطالبة بالحرية والاستقلال . نعم لاستقلال الجنوب ومن حقه ذلك، كما أن من حق أبناء الجنوب تشكيل حكومةانقاذ ومجلس رئاسي انتقالي في عدن وإعلان عدن عاصمة للجمهورية اليمنية،أو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من المهرة إلى صعدة، أو جمهورية اليمن الاتحادي والمطالبة بتحرير الشمال . لا لانفصال الجنوب عن الشمال أو انفصال الشمال عن الجنوب، لأن هذا هو مايريده الاستعمار .. ولا شيء يريده الاستعمار غير تمزيق اليمن الواحدوتقسيمه إلى دويلات صغيرة، ليستمر في استعماره لليمن شمالاً وجنوباً ويصعب دحره أو طرده في ظل تفكك اليمن . أبناء الجنوب لديهم القدرة البشرية الكافية لقيادة اليمن الواحد وحكمصنعاء من عدن ومن حقهم ذلك . نحن ابناء اليمن في الشمال، بقدر ما نطالب باستقلال اليمن وتحريره منالوصاية الدولية المتمثلة في الاستعمار الغربي وسيطرة المليشيات، نطالبباستقلال الجنوب وتحريره من النظام الحالي المنفذ لأجندة الاستعمار في اليمن في الجنوب والشمال . باستقلال الشمال وتحرّره سيستقل الجنوب ويتحرّر، وباستقلال الجنوبوتحرره، سيستقل الشمال ويتحرر .. والذي ظلم الجنوب هو ذاته الذي ظلمالشمال وأساء للوحدة .