الثورة اليمنية كانت ضرورة وطنية، وقومية، وإنسانية لقد قال أحد الزوار إلى اليمن أثناء حكم الأسرة الحميدية: إذا مات الإمام قضاء وقدر سيكون عار على اليمنيين طيلة أعمارهم.. هذا الزائر العربي رأى البؤس والحرمان والجهل والمرض، والفقر والتخلف والجوع، والاقتصادات البدائية، وغياب أي مظهر من مظاهر الحياة، سوى أن اليمن شبه مقبرة يعيش فيها اليمانيون بعيداً عن الحياة الآدمية، فالثورة كانت للتخلص من الحكم الأسري المتخلف، وتحرير اليمانيين من حياة البؤس والظلم، والاستبداد والحرمان والفقر، والجهل والمرض، ومن الاستعمار الأجنبي في جنوب الوطن. وعليه حين انبلج فجر الثورة اليمنية 26سبتمبر 1962م أعلنت الأهداف الستة الخالدة للثورة.. وكان أول أهدافها ينص على: “التحرر من الاستبداد والاستعمار، ومخلفاتهما وإقامة نظام جمهوري عادل، وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات”. هذا هو الهدف الأول، ونلاحظ في فقرته الأولى “ التحرر من الاستبداد والاستعمار “أي التحرر من الاستبداد الحميدي” في الشمال وتحرير شطرنا الجنوبي من الاستعمار الذي قسم جنوبناً إلى مشيخات وسلطنات تدين للاستعمار البريطاني بالولاء... أن على شبابنا اليوم أن يستوعبوا ذلك فثورة اليمن لم تكن إلا ثورة واحدة بدأت في الشمال للتحرر من الاستبداد، لكنها اكتملت بالثورة ضد الاستعمار يوم أعلن البدء في خوض حرب التحرير ضد المستعمر البريطاني في الجنوب .. أي أن الثورة اليمنية “26 سبتمبر 1962م وكذا 14 أكتوبر 1963م” ثورة واحدة ضد الاستعمار والاستبداد، وقد أندفع الشعب اليمني متلاحماً موحداً في خوض الحرب دفاعاً عن الثورة في الشمال، والحرب ضد الانجليز في الجنوب دون، تمييزاً وتفريق بين شمالي وجنوبي ..بل كانوا في الثورة شعباً واحداً موحداً. - وبإرادة الشعب الواحد انتصرت الثورة في الشمال ضد القوى المضادة والمتخلفة بعد حصار السبعين يوماً .. في 1968م في نفس الفترة انتصر الشعب على المستعمر في الجنوب بإعلان الاستقلال في 30 من نوفمبر 1967 .. لتتجذر الثورة، وتستمر لتحقق بقية الهدف الأول “ التحرر من مخلفات الاستبداد والاستعمار، وإقامة حكم جمهوري عادل، وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات”.