'' زعانف '' الإرهاب التي يتحرك بها و '' خياشيمه '' التي يتنفس بها و '' عينية '' التي يرى بها ليست بالضرورة أن تكون على هيئة مقنع ذو قناع أسود و لحية طويلة و عينين ناريه يشع منهما الحقد و الكراهية و عنفوان و شراهة الدم, و لم تعد '' فكرة عصماء '' منبوذة على فئة معينة شريدة طريدة في الكهوف و الجبال بقدر ما تكون - و حصرياً في اليمن - و فقط على هيئة إعلامي أمرد حسن المنظر و الهندام أو مذيعة حسناء أو قلم مأجور أو لسان متمنطق و مشرعن للإرهاب أو دكتور جامع او سياسي مخضرم أو غر ساذج يتغنى بها, هذا ما بدا واضحاً في لقاءات الجزيرة الأخيرة من إستضافة صحفيين من دار الرئاسة و دكاترة و مفكرين و مرتزقة يلوكون علكة الإرهاب بكل بساطة و تشفٍ و سفور فاضح.. و ينفثون سموم الأفاعي في جسد اليمن بكل برود و بلاهة متناهية, و يتحدثون عن القبيلة في مأرب على أنها إرهابية و حاضنة للإرهاب و حينما نؤكد أن من يقوم بالأعمال الارهابية و التخريب هم جماعات إرهابية قاعدية يصرون و بكل قبح لإستفزاز الشعور الوطني لقبائل مأرب الشرفاء و وصفهم بالإرهابيين, و إلباسهم لباس الإرهاب- رغماً عنهم- و أنهم هم من يقومون بعمليات النهب و التقطع و التخريب و الإرهاب. إذن من يتجنى على '' قبائل مأرب '' و يصفها بالإرهابية ؟! مذيع الجزيرة يتسائل بمكر و حيرة مصطنعة على وجهه بأي شرعية تتدخل اللجان الشعبية لحماية مأرب من خطر الإرهابيين ؟ يرد عليه البخيتي بكل ثقة و بدون تردد : و بأي شرعية تتدخل أمريكا بالقصف و بذريعة محاربة الإرهاب في اليمن ؟! يتلعثم المذيع و يصمت بخبث .. لينبري الضيف اليمني الآخر ليدافع عن تدخل أمريكا كراعية للإرهاب و يتمادى في خطابة التحريضي لوصف أنصار الله بالإرهابيين.. كم الثمن ؟ لكل تلك الدماء البريئة الزكية التي تسفك يومياً.. ! هناك مؤامرة خفية تدار بأيدي المرتزقة و العملاء .. هم يدركون من هو الإرهابي الحقيقي ؟ و يعلمون حقيقة معنى الإرهاب ؟ بلا شك .. و لكن الغرض هو التشويش المتعمد على مسيرة الوطن و أمنه و إستقرارة و تقديمة لقمة سائغة للخارج تلبية للأهواء و الأطماع .. في المقابل هناك مغرر بهم و ضحايا.. غير قادرين على التمييز و التفكير.. إنقلبت المعادلة في عقلية الوعي الغائب و غاب المنطق و تدحرج في الانحطاط الأخلاقي و الثقافي و غاب الحس الوطني عن هؤلاء جميعاً, و تجعلك تعض النواجذ و بحرقة و حسرة أن ترى أبناء جلدتك ينجرون وراء المؤامرات و الدسائس و يدافعون باستماته غريبة عن الإرهاب بينما يصبون جام غضبهم و لعناتهم على اللجان الشعبية. الفلسفة الغربية إعتمدت العنف و الإرهاب - بلا جدال- كمنافي للعقل و المنطق و مناقض لثقافة المجتمع و الإيمان بالرب .. و كشريعة الغاب الحيوانية الغرائزية ..
هيجل يثني على ديكارت في كتابه ” تأريخ الفلسفة” حقاً أن ديكارت هو مؤسس الفلسفة الحديثة لإعتماده في مذهبه على العقل '' الذات المفكرة'' الطريقة التي إعتمدها ديكارت لبلوغ الحقيقة تشمل على فعلين اثنين للذهن وهما الحدس و الإستنتاج! “لقد كانت غايتي أن أثق بصحة ما أعلم وان ابني علومي على الصخر و الصلصال لا على المتحرك من الرمال.” و قوله هذا يبين أن الشك عنده طريقة بحث عن علم يقيني موثوق به.. ما يمكن استنتاجه من افعال القاعدة في الواقع يجعل كل ذي عقل إستباط تعريف الإرهاب ببساطة بأنه '' طفرة إستثنائية '' و جريمة إبادة بحق المجتمعات المتحضرة. لا يقبلها عقل بشر.. كما لا يختلف إثنان في التأريخ الإسلامي بحرمة الإرهاب و تجريمه شرعاً و عقلاً.. و بالعودة الى واقعنا اليمني المر .. المتلاطم في بحر من ظلمات العقل و الوعي .. '' مأرب برس '' تطالعنا بعنوان سافر و بكل جرأة عن الفرق بين ( داعش اليمن '' الحوثي '' ... و داعش الشام و العراق) .. مرفقة مع صورة تجمع السيد عبدالملك الحوثي و البغدادي كوجة للمقارنه و الشبه ! و يقفز اليك دكتور جامعي ليساوي بين الارهاب و أنصار الله قائلاً.. لولا الطلاء لما كان هناك شهداء ! بنظره الإرهاب لم يأت لولا وجود الحوثيين و لم يكن موجود من قبل .. بل كل ما جرى عن الارهاب على مدى 15 عاما في اليمن مجرد عمليات فوتوشوب و أعمال تراجيدية لأفلام إستعراضية ليس إلا..! وبحسب أن أنصار الله يتمددون و يتوسعون في العراق و سوريا و الشام و في العالم أجمع.. و يأتي كاتب مغمور ليقارن بين الجلاد و الضحية .. بين الارهاب و من يحاربه .. بين من يقتل الابرياء و يفجر الانتحاريين و يثير الرعب و الهلع و يستهدف أمن المجتمع مع من يحرسه من الارهاب و يحميه من نار التطرف و يضحي بنفسه و يسهر في ليالي البرد القارس لينام هانئ و مطمئن البال.. و يدون مذكراته عن مخاطر اللجان و محاسن الإرهاب. هناك فجوة ثقافية و ثغرة توعوية كبيرة و إنزلاق فكري و منطقي فاضح لشباك المؤامره و فخاخ الخارج .. أصابت البعض بالإرتزاق لنشر السموم و تغييب الوعي العام باستطراد عجيب.'' خيانة للذات قبل الوطن ''. وهناك ضحايا يتلقفون ما يكتبه هؤلاء ليعيدوا إملاء ذات النغمة و الديباجة بما يناسب هواهم برتابه و ملل واضح. و المجتمع في الأخير هو الضحية.. هناك من ينفخ في كير الفتنة و الإرهاب وهناك من يشد على أيادي العنف و التطرف و يسانده وهناك من يدق أسافين بين أوتاد المجتمع الواحد السؤال الأهم .. لو سلمنا لمنطق هؤلاء فنار الإرهاب لن تبق و لا تذر و لن تستثن أحداً بمن هم فيها ؟ وحينها فقط سنقول و يقولون : '' سلام الله على اللجان الشعبية'' .