أتقدم بالعزاء لأسر الشهداء المصلين في مسجد بدر والحشحوش في صنعاء فالمصاب جلل والجريمة نكراء وشنعاء بكل المقاييس ويجب أن لا تمر بدون اجراء التحقيقات الوافية للوصول الى الجهة الارهابية التي نفذتها. ونسأل الله أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ومغفرته. قبيل هذه الحادثة الإرهابية شهدت صنعاء اغتيال الحقوق والناشط السياسي الخيواني وهو عمل ارهابي اخر يجب أن يفتح فيه تحقيق كامل لمعرفة الجاني. ولكن الخوف من أن تغلق هذه الملفات كما أغلقت من قبل بدون التوصل الى معرفة من خطط ونفذ تلك الجرائم، فصنعاء شهدت الكثير من الأغتيالات السياسية سواءا خلال عهد الرئيس المخلوع أم بعده ولكنها كلها تمت في ظل وجود المخلوع في صنعاء سواءا كان هذا الوجود في قمة السلطة الشرعية كرئيس للبلاد في الماضي أم وجوده الان " كزعيم" لما تبقى من حزب المؤتمر الشعبي العام وهي مسيرة الدم التي بدأت في صنعاء قبل 37 عاما تقريبا عندما أغتيل الرئيس الوطني الأسبق ابراهيم الحمدي. الخوف كل الخوف أن يستمر مسلسل الاغتيالات والهجمات الإرهابية وهو أمر متوقع للأسف بسبب اضمحلال الدولة واستمرار المتمردين الحوثيين و جماعة صالح في تمردها و مناطحتها لشرعية الرئيس المنتخب هادي وهو ما يخلق فراغا أمنيا رهيبا في البلاد. لعل ما حدث في صنعاء سيعيد التفكير لدى قادة الحوثيين بأن حضورهم الى مؤتمر الحوار في الرياض كمكون سياسي هو الأجراء العقلاني الصائب الذي سيعيد للدوله هيبتها و سيدفع بمشارات العملية السياسية التي بدأت قبل عام بمشاركة جميع القوى السياسية. كما أن ماحدث فليكن صحوة لمن في رأسه أوهام اعادة انتاج نظام المخلوع أو بانتصار مغتصبي الشلطه المتمردين من الحوثيين بأن يفكر مليئا بأن الوطن بحاجة اليوم الى الأصطفاف خلف الرئيس الشرعي المنتخب هادي وهو الأمر الذي سيؤسس لدوله فيدراليه يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات ، دوله ديمقراطية مدنية حديثه يتم فيها تداول السلطة سلميا عبر صناديق الأقتراع ، وهذا هو الطريق الوحيد للأستقرار و لا طريق سواه.