استمعت لحديث احد القادة الحوثيين في مقابلة مع قناة المنار وهو ينعت الجنوبيين ممثلين بالرئيس عبد ربه بانهم (انذال), هكذا بالحرف وانهم أي الحوثيين لا يقبلوا بان يذللوا من قبل الانذال, واسترسل القائد الحوثي موضحا بانهم صبروا خمسين عاما وهم محرومين من كل شيئ والان طفح الكيل ولن يقبلوا الذل, لكننا لا ندري متى كان الجنوبيين سببا في اذلال قادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وقوات مكافحة الارهاب. ارتباطا بهذه الاقوال تحدث آية الله الحوثي بان حربهم ليست ضد الجنوبيين ولكن ضد الارهاب والقاعدة واي جهة لديها حلا بديلا فلها ان تتقدم به. فاذا عدنا الى حرب 1994م سنجد انها روجت الى انها ضد الشيوعيين ومع ذلك لم يسلم منها المدنيين وممتلكاتهم وحتى وظائفهم في حين انتقل اعضاء من اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي الى اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي وتبوئوا مناصب عليا وخسرت الكوادر المتخصصة وظائفها المدنية وابعد العسكريين عن اعمالهم وتم اذلال ابناء الجنوب المسالمين واعتمدت سياسة الفيد كعرف رسمي في المعارك اليمنية. اما بخصوص القاعدة والارهاب فقد راينا كيف استولت على محافظة ابين بين يوم وليلة بعد ان انتقل القادة العسكريين لكل الالوية المرابطة في ابين حينها الى عدن وفقا لتوجيهات عليا تاركين كل الاسلحة هدية لخمسين مسلحا ليستولوا على محافظة كاملة دون ان يكتفوا بذلك بل تم تصفية المئات من الجنود الذين اعتقدوا بانهم يحمون الوطن وصمدوا في مواقعهم, بصورة بشعة وشكلت لجان للتحقيق في تلك المجازر دون اية نتائج الى الان. وعندما تشكلت اللجان الشعبية من ابناء ابين تم تخليص محافظة ابين مما سمي بالقاعدة التي غادرت بسيارات عسكرية الى صنعاء دون اعتراض, والان يقول الحوثي بان اللجان الشعبية هي القاعدة. فاذا كان الحوثي او غيرهم جادين في حماية الوطن من تهديدات القاعدة ونحن معهم عليهم اولا التحقيق في عملية سقوط ابين وانسحاب القادة وامداد القاعدة بالسلاح والغذاء من معسكرات عدن حينها, اضافة الى عمليات قتل الجنود بخيانات عليا لان تضحيات الجنود تلك تضل دينا على الجميع حتى يتم انصاف اولئك الضحايا الابرياء مهما كانت مناطقهم او مذهبهم واتركونا من سلة علي محسن التي يرمى كل شيئا اليها بكل سهولة. انا ارى ان المشكلة الان هي عدم تحديد الحوثيين ومن يقف خلفهم, من هي القاعدة ومن هي الجهات الارهابية التي تحميهم حتى يقف الشعب اليمني صفا واحدا لاستئصالها بغض النظر عن الاختلاف السياسي, لكن ان يكون الرئيس عبد ربه هو القاعدة ويكون اخوه هو من يقف خلفها ويكون المواطنيين الجنوبيين هم من يحميها ويكون كل من يعارض الحوثيين سياسيا او فكريا او حتى بقلبه تكفيريا وداعشيا وووووو الخ, فهذا غير مقبول مطلقا. واتمنى على المثقفين من المذهب الزيدي وعلمائهم المعروف عن غالبيتهم رجاحة العقل والمنطق ان يقولوا كلمتهم فيما يحدث لان السكت عن الحق شيطانا اخرس. واستجابة لمطلب آية الله الحوثي في تقديم البديل للحرب التي اعلنها, اقترح ان يتقدم الايرانيين والروس بمبادرة علنية للشعب اليمني لا تلغي مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة وملحقاته الامنية تشرك الجميع بمن فيهم الحوثيين تضمن للجنوبيين في ان يكونوا مواطنين اصليين يتمتعون بكامل الحقوق وتعيد اليهم حقوقهم المسلوبة اولا كبادرة حسن نية واثبات للمصداقية والعدل. فاذا نزلت مثل هذه المبادرة للعامة فلنرى ونسمع راي كل طرف حولها قولا وعملا على الواقع الفعلي, عندها سترون راي الشعب اليمني الحقيقي وليس اللجان الحوثية ومن يقف خلفها. في الاخير ادو الاشادة بالتهدئة المحمودة للامور التي يقودها الرئيس السابق صالح مع الاخذ بعين الاعتبار المبدا الحوثي بان الحرب خدعة, فلا تركنوا للمداعبة السياسية والحشود تتمركز.