لقد كان اعلان المملكة العربية السعودية مساء أمس إيقاف عاصفة الحزم امرا مفاجئا لمعظم اليمنيين كون الإعلان جاء من دون مقدمات ونقاشات وحوارات تشير الى احتمالات إيقاف العاصفة التي ارهقت اليمنيين وسببت معاناة إنسانية شديدة وحياة يومية صعبة ومتوترة مع انعدام الخدمات الأساسية للحياة العامة مثل الكهرباء والمشتقات النفطية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية الضرورية. الإعلان المفاجئ لإيقاف عاصفة الحزم سبقه تفاهمات ونقاشات سياسية مع الاشقاء في المملكة العربية السعودية ومن خلال موفدي الرئيس السابق علي عبد الله صالح الى الرياض وبعض العواصم العربية والعالمية لبحث إمكانية إيقاف عاصفة الحزم والعودة الى طاولة الحوار وقد تم الاتفاق على ذلك بعد اعلان المؤتمر الشعبي العام موافقته على تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 وكذلك موافقة المؤتمر على الحوار تحت رعاية الأممالمتحدة ومجلس التعاون الخليجي. اعلان إيقاف عاصفة الحزم واطلاق عملية إعادة الامل لاقى ارتياحا شعبيا واسعا في اليمن، لان معظم جماهير الشعب اليمني فهم الإعلان فهما قاصرا واعتقد ان الحرب قد وضعت اوزارها وان الامن والسلام والاستقرار سيعم ربوع البلاد وان الحياة الطبيعية ستعود الى سابق عهدها، لكن الحقيقة التي لم يفهمها الغالبية من الناس هي عكس ما يعتقدون تماما، حيث ان اعلان إيقاف العاصفة هو في حقيقة الامر إيقاف جزئي للحرب الجوية الواسعة النطاق والانتقال الى مرحلة العلميات النوعية كلما دعت الضرورة مثل استهداف التحركات الحوثية اذا ما حاولت التقدم وتغيير الواقع على الأرض او حاولت نقل الأسلحة من المخازن الى أماكن أخرى لغرض استخدامها وكذلك استهداف الإرهابيين وحماية المدنيين حسب ما اعلن المتحدث الرسمي باسم العاصفة احمد العسيري. ان عملية إطلاق إعادة الامل تعني السماح بإيصال المساعدات الإنسانية الى المتضررين وتقديم المساعدات المالية للاقتصاد اليمني حتى لا ينهار ودعم المقاومة الشعبية اليمنية في مختلف المناطق لتحريرها ممن اسمتهم إعادة الامل لليمنيين ب الانقلابين الحوثيين المحتلين، وهذا يعني ان التحالف العربي سيقدم دعما ماليا وعسكريا للمقاومة الشعبية اليمنية التي ستتولى ملاحقة الحوثيين في معظم المناطق اليمنية مثل عدن وتعز واب والضالع ولحج وابين وشبوة والبيضاء ومارب والحديدة وغيرها من المناطق اليمنية الأخرى. ان عملية إعادة الامل هي في الحقيقة تدشينا فعليلا وعمليا للحرب الاهلية اليمنية مع مساعدة واسناد جوي من دول التحالف العربي ضد القوات الحوثية والقوات المتحالفة معهم إذا دعت الضرورة ولزمت الحاجة، وهذا يعني ان عاصفة الحزم لم تتوقف وانما دخلت في المرحلة الثانية مع تغيير نوعي في الخطة والاستراتيجية، حيث يبقى اليمن في ظلها تحت مراقبة كاملة للأجواء والحدود البرية والموانئ البحرية بموجب قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216م، بشأن اليمن. وبناء على ما تقدم فان الحرب لم تتوقف وانما دخلت مرحلة جديدة عنوانها الحصار الجوي والبحري والبري والقيام بعمليات نوعية لقوات التحالف العربي ضد اهداف محددة مثل مخازن السلاح ومواقع الصواريخ والتحركات الحوثية وملاحقة الإرهابيين وحماية المدنيين ودعم واسناد المقاومة الشعبية ضد الحوثيين وهذا يجعلنا كشعب في اليمن ضحية للتجاذبات الإقليمية والدولية.