يقطر قلبي دما ، وانا اسمع واشاهد كل تلك الجرائم المرتكبة بحق ابناء مدينتي تعز . يحزنني ضرب مدنيتها وثقافتها في محاولة بائسة لتركيعها واذلالها . بالمقابل اشعر بالفخر والاعتزاز وانا ارى شباب مدينتي وشيوخها وهم يحملون البندقية في مواجهة الامتداد التاريخي لذهنية الغلبة ، وزبالة " العكفي" ويلقنونهم دروسا في مقدمتها ، ان الوهم الذي تغذى علية البعض طويلا في مسألة النظرة للاخر وتوزيع مستوى البطولات على اساسها ، لم يعد لها مكان امام استبسال وانتصارات تعز وبقية محافظات الرفض برغم فارق التسليح ، كون الاخر يقود عدوانة وجرائمة بامكانيات الدولة العسكرية والتسليحية والمادية. لكن ، وفي حالة مخالفة لموقف الجميع ، اعلنها صراحة، انني وفي مقابل حزني سعيدة بما يرتكب بحق تعز واهلها من عدوان ، تعرفوا ليش !! اقول لكم السبب: من شان في المستقبل يقعوا رجال ويتركوا عبودياتهم المختارة وسلبياتهم المتكرره . من شان يعرفوا انهم يمتلكوا كل مقومات الفعل وادوات التغيير والتحكم بمستقبل هذا البلد نحو الافضل والاجمل . من شان يبطلوا التبعية والتطبيل ويغادروا مواقع الاستكانة والذل والسير خلف ارذل مخلوقات اللة من اجل منفعة او بدوافع التبعية التاريخية . من شان يعرفوا طبيعة ومضمون الصراع في هذا البلد المشوه بكل المشاريع الطائفية والمذهبية وبالتالي يدركوا اين يقفوا وكيف يتعاطوا مع الاخر ومع والقضايا العامة ، وان لاينخدعوا بما يصدر عنهم من جمل " الدلس" على وزن : ياأبنا تعز البطلة ، وتعز الحالمة مدينة العلم والثقافة . انا سعيدة بما يحدث ، عل ذلك يشكل بداية صحوة لابناء المحافظة ،بأن يتركوا " الحناكة " و" المرجلة " على بعضهم ، ويتمكنوا في النهاية من تحديد مسارهم في المستقبل على نحو صحيح ومدروس ، مستفيدين من دروس و" هبالة " الماضي المليء بالعبر الكثيرة لما يزيد عن 1200 عام... وعلى هذا الاساس، يجب ان ننظر ونتعامل مع مايحدث الان في تعز باعتبارة ثمنا ومهرا لعرس تحولاتنا الايجابية وفض بكارة فهمنا الجديد.