تتقاسم الطبيعة سماتها وعظمتها وجبروتها مع ناسها ،فالانسان يتأثر بالطبيعه ويتفاعل معها، وهذا مانراه جليا في الربادي العزلة الواقعة في مديرية جبله، المتكئة على شموخ جبل التعكر، يعطيها الجبل الطمأنينه والمهابة فهي ثابتة على رواسية الضاربة جذورها عميق الارض ، في الربادي يتجلى فيها الاباء والشموخ والانفة والكرامة، يستند ابنائها في شموخهم وصلابتهم الى الارض التي حنت عليهم اسقتهم كبريائها وعظمتها مع حليب الامهات، الارض التي تأوي الى جبل كالتعكر، والى طبيعة خلابة تأسر العقل وتأخذ بتلابيب الافئدة ، والى اناس عشقوا ارضهم وموطنهم وتبادلوا الحنين مع ارضهم وتوطدت علاقتهم ،معها فباتوا يتنسمون نسمات هوائها؛ اذ هي بالاصل نسمات حريه ،وعبق الشموخ، واريج الإباء. هي ارض منتصرة برجالها.. هي المعبودة الاولى والقديسة المثلى في نظر ابنائها، لا شي اغلى منها ولا شي يجاريها في نظرهم وحق لها ان تكون كيف لا؟ وقد ألفوها وقد شُغِفَتْ قلوبهم عشقا بها وهامت بذكراها ارواح وقلوب، وارتوت بدماء ابنائها ارضهم، فامتزجت الارض مع الروح، فازدادت الروابط وتوطدت؛ اذ لا مكان لمن يريد ان ينتزع العلاقة بين ابنائها وبينها فهما توأمان عشق وصنوان حياة لا يعيش احدهما دون الاخر هكذا هي الربادي و العلاقه مع ابنائها. اليوم تسطر اروع الملاحم وتضيئ في سماء الحرية منارات عزة وكرامه وتضحيه، عناوينها يهتدى بها لتزيح ليل العبوديه القاتم المحاول ان يطال شموخها وكبريائها، الناس فيها عمالقه وذوا أنفة وعزة واهل تمكين واقتدار ، وهم اصحاب قضية عادله في الدفاع عن ارضهم ومنع ولوغ الكلاب اللاهثة لانائها الطاهر.. لا خوف عليكم ايها الماضون في درب الكرامة وفي سبيل العزة والفدى، فالارض ستكون معكم فلن تقبل شذاذ الافاق في مناكبها يمشون، وسيلتحم معكم اخوانا لكم عزيزون انتم عليهم وسيلبون ندائكم من الشراعي -وراف- والثوابي فالجميع يؤكدون انه لن يكون للعصابة موطئ على ظهرها، فانتم والارض لا ثالث لكما قصة شموخ وإباء..