محزنة هي الحروب وظالمه ، وقديسة هي المدن ؛ بناسها وترابها ونسمات هوائها، هي مهوى الافئده ومهبط العشق الازلي ، وحنين القلوب، واصل كل ذي رونق وجمال، حَبَتْ الانسان جميع ما تملك لم تبخل يوما بارضها وسمائها وهوائها، مكنته من اعتلاء اعلى مراتب الادميه واسكنته بين تلابيب افئدتها،، حَنْتْ على الانسان فكانت ذلولا طَيَّعة لا تشتكي ألما ولا تتعفف العيش ولا العناء،،، مكنت- اي الانسان -من ربط علاقات وشيجة ذات اواصر متينه بينهما فهي ميلاد الروح ومنشأه وهي أنات الفؤاد حين تدلهم الخطوب والاخطار،،،،،
كانت دوما تعطي وتخرج ما بوسعها للانسان كي يستلذ به المعيش وتطيب له الاقامه وتحلو له الحياه،،، تلك هي الارض وتلك هي المدن... لكنها جوزيت جزاء سنمار!!!! عبث الجميع بها، وأدموا مقلتيها وتناوب الاشرار عليها، اوسعتها طعنات سيوف الاغراب فأصبحت مدمية الاوجان غير ذي معالم.... هتكوا سماحة عرضها واستابحوا ارضها وغلو في غيهم وفي كفرهم،،، حين تستغيث المدن ليست لذاتها تستغيث ؛؛ هي حزينة على من يمشون في مناكبها، هي مكلومة من جراحاتكم مازالت تنظر، اليكم بعين الرحمة..!! حين تدوي صرخات المدن في افق الزمان تتهاوى لصرختها مدارات السماء ،وتئن لخطبها نواميس الكون الازلية، فقد اختل النظام وهوى، وتغيرت النواميس كل لذلك لاننا خائنون لامانة الكون في الحفاظ على اوطاننا...